تحملت أندية الأهلي والشباب والاتحاد مسؤولية ارتفاع المستوى الفني لمباريات هذه الجولة التي غاب عنها فريقا الاتفاق ونجران، وأثمر الأداء الفني المقنع الذي قدمه هذا الثلاثي تحقيقهم نتيجة الفوز على أندية الهلال والوحدة والنصر من دون مقاومة فعلية تسجل لهذا الثلاثي أيضاً، وعلى رغم الظروف المحيطة بجميع الفرق ومدى تفاوتها من فريق إلى آخر، إلا ان لاعبي الأهلي والشباب والاتحاد قدموا عطاءً فنياً متوازناً طوال شوطي المباراة، وبذلوا مجهوداً كبيراً نالوا على اثره الأفضلية خلال مباريات هذه الجولة الخمس. الأهلي أفقد الهلال توازنه أول فرق هذا الثلاثي كان فريق الأهلي وفوزه المستحق على فريق الهلال بنتيجة ثلاثة أهداف في مقابل هدف، فعلى رغم غياب عدد من اللاعبين في صفوف الفريق والوضعية المعنوية التي يمر بها إلا أن التركيز والتحدي مع النفس من لاعبي الأهلي إضافة إلى طريقة اللعب التي رسمها المدرب نيبوشا بالاعتماد على 4-4-2 أحرجت لاعبي الهلال كثيراً، فكانت أولى المهام هي الرقابة الصارمة على مفاتيح اللعب الهلالية المتمثلة في طارق التايب ومحمد الشلهوب، وهذا ما نجح فيه صاحب العبدالله وتيسير الجاسم وعباس، وكان ثاني المهام هو تضييق المساحات أمام مهاجمي الهلال ياسر القحطاني وليلو ووضعهما تحت رقابة قوية من قلبي الدفاع الأهلاوي، اللذين نجحا بامتياز في هذا الدور برقابة المنطقة وليس بالفردية. نجاح لاعبي الأهلي في الدور الدفاعي كفريق منح الثقة لمالك معاذ وزميله المهاجم البرازيلي بأن يتوجا مجهود زملائهما بالوصول إلى مرمى محمد الدعيع بعدد من الكرات الخطرة، ومن أسهل الطرق، وكان أهم مفاتيح النزعة الهجومية للفريق"الأخضر"ظهيرا الجنب، خصوصاً محمد مسعد في تحركاته الإيجابية بكرة ومن دون كرة، وتسخير مهارته الفردية للتخلص من الظهير الأيمن الهلالي محمد نامي والوصول إلى مناطق الهلال الدفاعية. هدف الاتحاد سهّل المهمة وكان ثاني الفرق هو الاتحاد الذي وجد لاعبوه في الهدف الباكر غايتهم في فرض السيطرة والهيمنة على مجمل المباراة، والاكتفاء بتسجيل أربعة أهداف كانت قابلة للزيادة في ظل توافر عدد من الفرص الخطرة، ويسجل لفريق الاتحاد في هذه المباراة تقارب خطوطه الثلاثة بالاعتماد على طريقة 4-4-2 التي أمنت للفريق إلغاء أية مفاجأة قد يحدثها فريق النصر، الذي حاول مدربه جاهداً السيطرة على منطقة المناورة بزجه بخمسة لاعبين لعل وعسى أن يجدي ذلك نفعاً في التغلب على وسط الاتحاد الذي مالت له الكفة كثيراً بفضل الفوارق المهارية للاعبيه بقيادة سعود كريري ومناف أبوشقير ومحمد نور والبرازيلي تشيكو، وساعد هذا الرباعي وجود ثلاثة محاور ارتكاز في تشكيلة دانيال أساد، إضافة إلى تفرغ إلتون للعب الفردي، وعلى رغم ذلك كان دفاع الاتحاد يقظاً وحريصاً على إبطال أية مفاجأة قد تحدث من خلال تكامل الأدوار من قلبي الدفاع المنتشري والمولد، وقيام لاعبي الطرف الدوخي وفلاتة بتأمين منطقتهما الدفاعية ومن ثم المساندة بحسب المساحة الممنوحة. جماعية الشباب أما ثالث فرق الأفضلية في هذه الجولة فكان الشباب الذي عجز فريق الوحدة عن مجاراته أو إحراجه طوال المباراة، بفضل الجماعية التي يلعب بها الفريق والتفاهم الكبير بين خطوطه الثلاثة، حتى أن التبديلات التي يحدثها مدرب الفريق أنزو هكتور تؤدي الغرض المطلوب، كما حدث مع مجرشي في المباراتين الماضيتين، وطريقة الفريق تعتمد على 4-4-2، مع اختلاف الدور الذي يقوم به المهاجم الوهمي مارتينيز أثناء الاستحواذ على الكرة وخلال فقدانها، وتتحول هذه الطريقة إلى 4-5-1، إلا أن عوامل التفوق والنجاح تتركز في المهارة الفردية لدى اكثر من لاعب في منطقة الوسط، كحال عبده واحمد عطيف أو كماتشو مع مارتينيز، ويمتلك فريق الشباب مفاتيح لعب في غاية الأهمية تتركز في ظهيري الجنب زيد المولد وحسن معاذ، إذ كانت تحولاتهما الدفاعية للهجوم سريعة ومفاجئة لدفاع ووسط الوحدة، واستحق الشباب الأفضلية المطلقة في المباراة ونتيجة الهدفين التي انتهت عليها أمام فريق الوحدة صاحب المواقف الصعبة حينما يلعب في الشرائع على أرضه وبين جماهيره. نجوم الجولة شهدت مباريات هذه الجولة منافسة قوية بين أكثر من لاعب لنيل لقب أفضل لاعب، واللافت أن أفضل اللاعبين كانوا في خط الهجوم كما حدث مع هداف الاتحاد البرازيلي ألفيس وأهدافه الأربعة في مرمى النصر، وهداف الأهلي مالك معاذ ودوره الكبير في ترجيح كفة فريقه على الهلال، إضافة إلى هداف نادي الشباب والدوري حالياً ناصر الشمراني، ونال صانع ألعاب الشباب عبده عطيف وصمام أمان الاتحاد سعود كريري الإشادة على دورهما اللافت والمميز خلال مباريات هذه الجولة. الحزم والوطني لا جديد في هذه الجولة جاء فوز الوطني على الطائي والحزم على القادسية متوقعاً نظير الاستقرار الفني والعناصري الذي يشهده هذان الناديان، وعلى رغم محاولة فريق الطائي إحراج مستضيفه الوطني إلا أن اللياقة المثالية للوطني رجت كفته في النهاية، ولم يكن فوز الحزم سهلاً على فريق القادسية، إذ كان الفريق يصارع الوقت والمساحة مع بداية المباراة، خصوصاً ومباراته أمام الفريق المهدد بالهبوط كانت تحتاج إلى الكثير من الصبر والهدوء، وبالفعل كان للبدلاء دورهم في إضافة قوة جديدة للفريق حينما استعان التونسي السويح بفهد السبيعي لصناعة اللعب في منتصف الملعب.