أدى التقارب النقطي الكبير بين فرق دوري جميل للمحترفين قبل بدء الجولة ال16 على مستوى فرق الصدارة، أو الفرق الساعية للهروب من مؤخرة الترتيب، لتأثر اللاعبين بالضغوط النفسية والعصبية، وبالتالي جاء الأداء الفني دون الطموح لغالبية الفرق، في وقت ظهر فيه الثلاثي النصر والأهلي والشعلة بمستويات عالية، معتمدين على مثالية التركيز، وتطبيق الواجبات في الملعب، وبالتالي تسجيل نتائج كبيرة. شراحيلي سهل الرباعية لم يترك النصر أي فرصة أو مساحة لمستضيفه النهضة، فضغط في وسط ملعب الأخير لإبقاء الكرة فيه، وبحث عن منافذ للوصول إلى مرماه، ما كلف الفريق صعوبات عدة وهو يحاول الاختراق في ظل التكتل الدفاعي الكبير. واحتاج النصر 41 دقيقة لهز شباك النهضة من ركلة جزاء تسبب فيها شايع شراحيلي الذي نجح كثيراً في خانة الوسط الأيسر، وكان الأكثر حيوية وثقة، وفشل لاعبو النهضة في إيقاف توغلاته بسبب ثقته وجرأته، إضافة لتحركه بالكرة وبدونها، حتى منح فريقه مفتاح الفوز بهدف غيّر مجرى المباراة بعد محاولات النهضة لتعديل النتيجة. الهلال يحقق الأهم واصل الهلال تحقيق الأهم، وكسب الفيصلي بالنتيجة دون تفوق ميداني. ووفق الهلال كثيراً حينما احتاج 5 دقائق ليعدل تأخره بهدف، وذلك في توقيت ملائم قبل نهاية الشوط الأول، خصوصاً ومنافسه كان شرساً في مناطقه الدفاعية، بعد أن أغلق المساحات وراقب مفاتيح الخطورة المتمثلة في البرازيلي نيفيز والهداف ناصر الشمراني، ما خفف الخطورة على مرمى منصور النجعي. ويحسب للهلال هدوؤه وثقته رغم تأخره بهدف ريان بلال في الدقيقة ال28، كما يحسب له صبره في البحث عن هدف ثان من بعد الدقيقة 33 التي سجل فيها الشمراني هدفه الأول من ركلة جزاء. الثابتة تاريخية استغل التعاون كرتين ثابتتين أمام نجران وخطف 3 نقاط نقلته للمركز الثالث، جاءت مهمة وهو يشهد تراجعاً في مستوياته الفنية، ووضح تأثير الإصابة على هدافه الكاميروني افولو. وكان نجران أكثر جرأة رغم افتقاده هدافه البرازيلي جادسون، وكذلك صمام الأمان فريد شكلام إلا أن استغلال التعاون لكرتين ثابتتين كان كفيلاً بحصده نقاط المواجهة. مكابرة جوران ما زال مدرب الاتفاق جوران يراهن على قوة فريقه الهجومية، ولذا تلقى خسارة موجعة أمام الشعلة وصلت ل4 أهداف، فالاندفاع الهجومي على حساب الدفاع منح الشعلة فرصة تسجيل رباعية. وكان لاعبو الشعلة أكثر ذكاء وهم يدافعون بقوة، ومن ثم يبحثون عن هفوات وأخطاء مدافعي الاتفاق، حتى الدقيقة 36 التي جاءت بالهدف الأول نتيجة سوء التغطية والمساحات بملعب الاتفاق، وتسبب هذا الهدف في زيادة المساحات فسجل الشعلة 3 أهداف أخرى كانت قابلة للزيادة. الشباب دون تهديف تمكن وسط الشباب من قيادة الفريق للتفوق على الرائد، لكن سيطرته لم تترجم لأهداف لافتقاد الفريق لهداف يستطيع التعامل مع الكرات المصنوعة، وحتى العارضة تصدت لبعض الكرات الشبابية. وبقي مدرب الرائد محتفظاً بالتكتيك الدفاعي لمعرفته أن المجازفة مع الشباب ستكون خسارة بسبب الفارق الفني الذي يصب لمصلحة منافسة، وكذلك غياب الهداف عن فريقه، فحصل على نقطة مهمة. هدف أهلاوي مربك في الجوف لم تكن ردة فعل لاعبي العروبة إيجابية مع هدف مدافع الأهلي محمد آل فتيل في الدقيقة ال7، فكان بمثابة صدمة للفريق الذي كان يحرص على نظافة شباكه أكبر وقت ممكن، لمعرفته أن ذلك سيوقع بالأهلي الذي يعاني مشاكل فنية وغيابات. وتأثر العروبة بغياب المصري إبراهيم صلاح، إضافة لاصطدامه بقوة وسط الأهلي الذي شهد تحرراً لتيسير الجاسم.وأجاد لاعبو الأهلي استغلال تقدمهم المبكر وسيروا المباراة كما يرغبون، وحرموا العروبة المساحات ففازوا برباعية. ماكيدا مدرب الجولة دون منافسة استحق مدرب الشعلة، الإسباني ماكيدا لقب مدرب الجولة، حيث قاد فريقه باقتدار لتسجيل فوز جديد على حساب الاتفاق برباعية برهنت أن الفوز على الشباب ومن قبله الرائد كانت نتيجة العمل الفني والنفسي الذي عمل عليه المدرب منذ وصوله لقيادة الفريق، وإجادته وضع التكتيك الذي يستطيع عبره تحقيق ما يبحث عنه، خصوصاً أن الفريق يمتلك لاعبين لديهم السرعة والمهارة، ما يحفز المدرب لإيجاد طريقة تخلق لهم مساحات في الكرات المرتدة. شايع نجم الجولة يستحق لاعب النصر شايع شراحيلي نجومية الجولة لتأثيره المباشر في فوز فريقه على النهضة، حيث ترجم ثقة مدربه كارينيو على أرض الملعب واستطاع الدخول لمناطق النهضة الدفاعية في كثير من الأوقات رغم التكتل الدفاعي الكبير من قبل لاعبي الأخير، حتى اضطر مدافعو النهضة لارتكاب مخالفة نتج عنها ركلة جزاء في وقت مهم للنصر جعلته يذهب لغرف الملابس بين الشوطين بأكثر راحة. ويحسب لشايع قدرته المميزة على استعادة الكرة من المنافس بفضل الضغط العالي الذي يجيده معتمداً على اللياقة البدنية. ويعد شراحيلي أحد اللاعبين القلائل الذين يؤدون مهامهم بروح قتالية في أغلب أوقات المباراة.