لا تزال منطقة نجران متمسكة بخصوصيتها في مراسم الزواج، على رغم وجود وسائل حديثة بدأت تدخل على خط عادات المنطقة، وتبدأ أولى خطوات الزواج بموضوع الخطبة، التي تعتبر مفترق الطرق، ويشير أحمد سليمان 42 عاماً إلى أن الشاب يقف عند مفترق طرق في اختيار شريكة الحياة، التي لم يرها من قبل في معظم الأحيان، ما لم تكن ابنة عمه، أو خاله، ويضيف:"ربما يتاح له رؤيتها مصادفة، أو عن بعد، فإذا كانت الفتاة ليست من الأقارب فإن أم العريس أو إحدى أخواته أو أياً من قريباته سبق لها رؤية الفتاة فإنها تكون العين للشاب، وغالباً ما يكون ذلك هو الحل، وعند الاقتناع يذهب الشاب بصحبة والده وإخوانه إلى والد الفتاة لطلب يدها، وعند الموافقة يبدأ العريس مرحلة جديدة من التجهيز". ويتابع:"على رغم وجود عدد من صالات الأفراح، إلا أن هناك من يفضل أن تتم مراسم الزواج في مكان عام في الحي، يُجهز خصيصاً للمناسبة من نصب الصواوين والفرش وتجهيز القهوة وأداء الألوان الشعبية المتوارثة في المنطقة، منها ما هو لون الرزفة، ومنها ماهو لون الطبول". وتتميز مناسبات الزواج في نجران في توافد المدعوين أفراداً وجماعات، ويقدم أبناء قبيلة العريس له مساعدة مالية بمناسبة زواجه، إضافة إلى زملاء العريس الذين يأتون بمساعدتهم إلى المكان في صف واحد، يؤدون فيه لون"الزامل"، الذي تتضمن أبياته هدفهم من الحضور، وتلبية الدعوة، وعند استقبالهم من أهل العريس يتقدم احدهم ويقدم المساعدة المالية التي أتو بها، وفي بعض الأحيان يحصل العريس من المساعدات على مبالغ كبيرة تخفف عليه من تكاليف الزواج. وعقب تناول وجبة العشاء يؤدي الحضور الألوان الشعبية الخاصة بالأعراس، التي يشاركهم فيها العريس في معظم الاحيان، وتحديداً فقرة"السعب"، وفي المقابل تكون الكوشة والتجهيز للفتاة في المنزل بحضور الأقارب والأهل والجيران. وفي بعض المجتمعات القبلية يكون ابن العم"حجر عثرة"في طريق إتمام مراسم الزواج، إذ عندما يتم الاتفاق بين أهل الفتاة وأهل العريس، يظهر ابن العم ويبين أنه الأحق بالزواج من ابنة عمه، ويحدث إرباكاً، وغالباً ما يتراجع ابن العم عن مطلبه ويتم الزواج.