واصلت أسئلة اختبارات الفصل الأول سهولتها لليوم الثاني على التوالي، إذ لم تحمل مادتا الأدب والفقه أي قلق على الطلاب، بل منحتهم الثقة، وأكملا ما بدأته مادة الرياضيات في اليوم الأول، إذ ظهر على الطلاب الارتياح والتفاؤل بدرجات عالية في المادتين. ولم يقف أمام الطلاب في اختبار مادة الأدب سوى سؤال الأبيات المحفوظة، الذي كان حجر العثرة عند الكثيرين، يقول الطالب سامي العدنان:"أغلبنا وجد صعوبة في حفظ الأبيات الشعرية، وهو السؤال الوحيد الذي أجمع الطلاب على أنه المميز في ما بينهم، الذي يعرف به الممتاز مما دونه"، مضيفاً:"جاءت الأسئلة مباشرة ومن دون تعقيد، والقاعات بدت فارغة من الطلاب بعد لحظات من انتهاء النصف الأول من فترة الاختبار، ولم يكن هناك تذمر إلا من أبيات الحفظ، حتى إن بعض الطلاب طالبوا المعلم بحذف هذا السؤال وتوزيع درجاته على بقية الأسئلة، إلا أن هذا بدا مستحيلاً بعد رفع الدرجات، وبالمجمل الاختبار يصنف في قائمة السهل الممتنع". ولم يتردد الطلاب في وصف اختبار مادة الفقه ب"السهل جداً"، على رغم إخفاق الكثيرين في بعض الأسئلة، ويقول الطالب سعيد الحبارة:"يمكن أن نصف اليوم بأنه"الريح الخفيفة التي تسبق العاصفة"، واطمئناننا على درجاته بات من المؤكد لكن خوفنا مما هو مقبل، ونتمنى أن يكون خيراً مثل الرياضيات"، مضيفاً:"عكّر صفو فرحتنا سؤال الأحكام الشرعية، الذي كان بإجماع الطلاب، معقداً وصعباً، ولكن لا يقاس الاختبار بأكمله على سؤال واحد، والتساؤلات تدور حول ماذا ستحمل المواد المصنفة على أنها صعبة ومدمرة للمعدل، مثل الكيمياء والفيزياء والإنكليزي والأحياء، فهذه المواد مصدر القلق والخوف". ويقول المعلم إبراهيم الخليفة:"من الأهمية بمكان أن نهيئ الطالب لأيام الاختبارات، لأنه يعيش أزمات نفسية خطرة، وتوتراً يمكن أن يقضي على مستقبله، ففي اليوم الأول للاختبارات انهار طالب من شدة القلق، وأصيب بالفزع نتيجة لإفراطه في المذاكرة وخوفه من الرياضيات، لكن المعلمين حاولوا تهدئته ومساعدته ليهدأ، ما أقلق الجميع"، مضيفاً:"نلاحظ مثل هذه الحوادث النفسية وبكثرة، حين تبدأ اختبارات المواد العلمية المكثفة، التي دائماً ما تصيب الطلاب بأرق وقلق وتوتر، والخوف من أن تتسع رقعة هذه الصراعات النفسية وتؤثر سلباً في حياة الطالب، لذا يجب على معلم المادة تهيئة الطلاب قبل دخول الاختبار بعدم تخويفهم من الأسئلة، وإن أمكنه أن يبتعد عن الأسئلة الملتوية ويعتمد على المباشرة، فإن هذا سيخدم الوضع النفسي للطالب، الذي هو مركز العملية التعليمية وأساسها". ووصفت مجموعة كبيرة من طلاب الثالث الثانوي"الشرعي"اختبارات اليوم الثاني من الفصل الدراسي الحالي ب"اليسيرة"، وتأكيدهم الحصول على الدرجات الكاملة في مادتي ثاني أيام الاختبارات الأحد. ويشير الطالب سعد العنزي إلى أن اختباري الأمس كانا سهلين، كون المادتان لم تكونا بالصعوبة ذاتها مثل الانكليزي والنحو، إذ إن الاختبار كان في مادتي الجغرافيا والمكتبة، وأضاف:"كانت الأسئلة ممتعة لحد كبير، لشمولها على أجزاء كبيرة من المنهج الدراسي، وكذلك تنوعها من سؤال إلى آخر، وهذا ما جعلني أنتهي من حل جميع إجاباتهما في غضون دقائق، ولم يذكر معظم زملائي بعد انتهائنا من اختباراتنا أية صعوبة في أسئلة المادتين". وأشار الطالب فهد الحسن إلى"أن القاعة المدرسية التي يختبر فيها، خرج طلابها بعد انتهاء الوقت المسموح لهم فيه بالخروج من القاعة، لأنهم أنهوا الحل في أوقات باكرة، إضافة إلى عدم لجوء الطلاب إلى معلمي المادتين لتوضيح وقراءة الأسئلة"، مؤكداً أن عدداً من زملائه سيحصلون على الدرجة الكاملة في تلك المادتين. ويؤكد المعلم سعود العتيبي أن سهولة اختبار مادتي أمس، ساعد بعض المعلمين في الإشراف بطريقة ميسرة، بعيدة كل البعد عن الحديث مع الطلاب، وجعل بعضهم يخرج قبل أن يقضي زمن المادة في المراقبة، بعد خروج جميع طلاب من قاعاتهم، مشيراً إلى أنه لم تسجل أي حالات غش، أو محاولة الشروع فيه في المدرسة التي يعمل فيها. ويضيف:"كان الوضع النفسي لجميع الطلاب عادياً أمس، إذ إن معظمهم كانوا متفائلين بالنجاح، والحصول على درجات مرتفعة، ويكمن سبب هذا التفاؤل في تعايش الطلاب مع الاختبارات، على عكس اليوم الأول للاختبارات، الذي كان يسيطر عليه نوع من التوتر والخوف".