أزال اختبار الأدب أمس، مخاوف طالبات الصف الثالث الثانوي بقسميه الأدبي والعلمي، وشعرن بعد الاختبار بالخلاص من المواد التي اتسمت بالصعوبة وطول المنهج، ولكن آراؤهن تفاوتت فمنهن من رأت سهولتها وتعالت أصواتهن بالدعوات الطيبة للجنة التي أشرفت على كتابة أسئلة اختبار الأدب، وذلك بعد خروجهن من الاختبار لما وجدنه من سهولة ووضوح... فيما وصفت مجموعة أخرى من الطالبات الأسئلة بالصعوبة والغموض مقارنة بسهولة اختبار التوحيد. تقول سارة المعيذر:"انتهت خطورة الأسبوع الثاني بتعويضنا عما خسرناه في اختبارات الأسبوع الأول، ومع اجتياز مادة الأدب شعرنا بالأمان"، مضيفة:"كان خوفنا من طول المادة أكثر من صعوبتها، ولكن سهولة الأسئلة ووضوحها أشعرانا بالراحة والاطمئنان إذ تعالت الأصوات بالدعاء لمن كتب أسئلة الأدب التي اتسمت بالسهولة والوضوح وعدم التعقيد". وذكرت منى المنصور أن الاختبار كان على مستوى متوسط، وأرجعت ذلك إلى"أن منهج الأدب طويل وممل، وهذا ما جعل استذكاره شاقاً"، وأضافت:"لكننا اجتزنا صعوبته بعد انتهاء الاختبار، ولم يبق سوى يوم واحد". لكن، وفي الرياض أيضاً، وصفت رؤى عبيدالله من الفرع العلمي اختبار الأدب بالصعب جداً، تقول:"ركزوا في أسئلتهم على مواضيع لم نذاكرها جيداً، ولم تأت فقرات تتعلق بشرح الأبيات، حتى إن مراجعتي لأسئلة الوزارة السابقة لم تفدني كثيراً، إذ جاءت الأسئلة مغايرة". وتتذمر رؤى من وقتها الذي ضاع في حفظ القصائد والاستشهادات التي يكتظ بها الكتاب ولم يأت منه سوى القليل. وتتفق نورة البرغش وسارة السليم في ما وصفنه بعقبة الأدب:"ربما هذه هي العاصفة المرتقبة التي سبقت هدوء المادتين السابقتين، وكل ما نتمناه أن يكون ختامها غداً مسكاً"، ولا تنكر نورة تضايقها من صراخ زميلتها في الصف ذاته وإرباكها لجو الاختبار ومن تدخل المعلمات ومديرة المدرسة في تهدئتها وتضيف:"نشفق كثيراً على بنات الأدبي". وتظن حنان العمري من الفرع الأدبي أنها أدت الاختبار بالشكل المطلوب واعتقدت"من كثرة الثقة!"أن أحصل على الدرجة الكاملة، ولكن بعد عودتي للمنزل اكتشفت"دواهي"لكثرة الأخطاء التي"تسد النفس"ولا تعطي أي حافز لمذاكرة اختبار يوم غد"يوم الإفراج". وفي القطيف والدمام، تفاوتت ردود الفعل أيضاً، واختلفت آراء الطالبات تجاه اختبار مادة الأدب في القسمين العلمي والأدبي، إلا أن طالبات القسم الأدبي اتفقن على أن اختبار الأدب سهل، وقالت عقيلة المغرور:"اختبار الأدب كان سهلاً جداً، صحيح أن المنهج طويل ويعتمد على الحفظ وقوة الذاكرة، لكن أسئلته واضحة وسهلة ولم يتم التعمق في محتوى الكتاب حين وضعت الأسئلة". وتقول فاطمة الصائغ:"إن مادة الأدب تعتمد على الحفظ، واستغرقت وقتاً طويلاً في مذاكرتها ووقتاً أطول في المراجعة، إلا أني فوجئت بسهولة الأسئلة البعيدة من الإجابات الطويلة والمعقدة". وتقول حميدة العلوان:"توقعت أن تكون إجابة مادة الأدب طويلة ويتبعها شرح وسرد مفصل، ولكن بعد قراءة ورقة الأسئلة وجدتها سهلة وحلها في متناول الجميع، خصوصاً أنها جاءت من محتوى المنهج ومشابهة لأسئلة الأعوام السابقة". وتقول فاطمة الميلاد:"هناك أشياء لا بد من مراعاتها في وضع الأسئلة، وأهمها البعد من الأسئلة الطويلة المعقدة، لكي لا يتشتت ذهن الطالبة في سرد الإجابة الطويلة والتي نجدها بين سطور الكتاب ليست واضحة، وهذا ما حدث في اختبار الأدب، فالأسئلة بسيطة وإجاباتها واضحة وصريحة". أما بالنسبة إلى طالبات العلمي فاختلف الرأي تماماً، إذ تقول فاطمة الزاير:"أستغرب ممن وضع المواد الأدبية في القسم العلمي، خصوصاً في الصف الثالث الثانوي، فنحن قسم يعتمد على التفكير والعمليات الحسابية الدقيقة، أما الأدب فهو مادة تبعد كل البعد عنا وتعتمد على الحفظ، كما أن أسئلته كانت بالنسبة إلى مصدر صداع". وتخالفها هند عبدرب النبي، إذ تقول:"لم تكن الأسئلة صعبة، ولكن اعتمادها على الحفظ شكّل الصعوبة، فالأدب يعتمد على السرد تفصيلي للمعلومات، بينما في القسم العلمي نعتمد على الفهم والتفكير". وتساءلت منى محمد:"هل هناك خطة من الوزارة لحذف المواد الأدبية من القسم العلمي على الأقل في الصف الثالث الثانوي؟ فالمواد العلمية صعبة وتحتاج إلى التفكير والفهم، ولا يمكن إضافة مواد أساسها الحفظ إلى المواد العلمية، فذلك يزيدنا حملاً على حملنا". واعتبرت منى أن"الأدب"لم يكن سهلاً، إذ خرجت الطالبات من القاعة مستاءات من الأسئلة، فغالبيتهن طالبات لا يُجِدن الحفظ بطريقة طالبات الأدبي اللاتي يحفظن محتويات الكتاب عن ظهر قلب. لكن مشرفة اللغة العربية لطيفة محمد تقول:"اختبار الأدب سار في صورة طبيعية وسط توقعات بالنجاح لدرجة التفوق، فالطالبات اجتزن الاختبار من دون بكاء أو غيره من المظاهر التي توحي بعجزهن عن مواكبة سير الأسئلة"، مشيرة إلى أن"الأسئلة من المنهج لكن تتطلب جهداً عميقاً، وأعتقد أن الطالبة المتمكنة من المنهج ستجيب عليها من دون تردد".