تضاربت آراء جهتين حكوميتين حول استخدام مشتقات الخنزير في تصنيع الكبسولات الطبية، ففيما أكد المشرف على مشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي عبدالله السبالي، أن نسبة كبيرة من الكبسولات الطبية المطروحة في السوق تدخل في تركيبها مشتقات الخنزير، نفى نائب رئيس هيئة الغذاء والدواء الدكتور صالح باوزير ذلك. وقال السبال ل"الحياة":"غالبية الكبسولات الطبية الموجودة في السوق الآن تحتوي الطبقة الخارجية منها على جيلاتين، يستخرج من الخنزير أو أغنام لم تذبح على الطريقة الإسلامية". ولفت إلى أن المصنع المزمع إقامته في السعودية لإنتاج الجيلاتين الذي يدخل في تركيب الكبسولات، سينتج نحو بليون كبسولة سنوياً، مؤكداً أن تشييد المصنع هو"لأمور دينية بحتة". وأضاف أن فكرة المشروع سبق بحثها مع خبراء ماليزيين قبل ثمانية أعوام لكن تعثرت المفاوضات آنذاك. أما نائب رئيس هيئة الغذاء والدواء الدكتور صالح باوزير، فأكد ل"الحياة"، أن"جميع الكبسولات التي تدخل السعودية شرعية وإسلامية". وشدد على أن"جيلاتين هذه الكبسولات يستخرج أصلاً من البقر، وليس من الخنزير، لكن تدعو الضرورة أحياناً إلى أن تدخل مواد غير شرعية مثل الكحول في تصنيع بعض الأدوية، لعدم إمكان صنعه من دونها، وتحدد اللوائح التنفيذية كمية هذه المواد". واعتبر أن التوجه إلى الكبسولات ليس لجهة الحلال والحرام، بل لظهور مرض"جنون البقر"التي تصنع من جلودها الكبسولات. وذكر أن"هيئة الغذاء والدواء هي الجهة المشرفة على الترخيص لإنتاج الكبسولات الطبية، وأي دواء يدخل إلى السعودية لا يتم التصريح له إلا بعد أخذ جميع الوثائق من الشركة المصدرة للدواء، التي تؤكد أن جميع مكوناته مجازة شرعاً". من جهته، أكد مدير العلاقات الحكومية في شركة الجزيرة للصناعات الدوائية سلطان السلطان، أن الجيلاتين الذي يدخل في صناعة الدواء في السعودية حلال"لأن السلطات الصحية والمجالس الدينية في البلدان التي يتم الاستيراد منها تقدم شهادات مصدقة". وأشار إلى أن ممثلين عن وزارة الصحة السعودية يقومون بجولات على الدول المصدرة للكبسولات للتأكد من أن مصادر الجيلاتين مجازة شرعاً.