أكد المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني مدير جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن السعودية أصبحت رائدة عالمياً في مجال فصل التوائم السياميين، بعد أن اكتسبت خلال 17 عاماً، هو عمر تجربتها في هذا المجال شهرة عالمية واسعة. وقدم الربيعة مساء أول من أمس محاضرة في الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، عن"خبرة السعودية في فصل التوائم السياميين وانعكاساتها الداخلية والخارجية"، رعاها أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز. وقال مدير صحة الحرس الوطني:"لم تكن تلك النجاحات التي حققتها الأمر الوحيد الذي أسهمت في تحقيقه هذه العمليات، إذ أحدثت أيضاً أثراً كبيراً وفاعلاً في إيضاح الصورة الحقيقية للدين الإسلامي بصورته المثلى". وأسهمت محاضرة الربيعة في إبراز التفوق الطبي النادر الذي منح المملكة لقب"مملكة الإنسانية"، على يديه وعلى يدي فريقه الطبي العامل، والذي مكن العديد من الأطفال السياميين من منح فرصة الحياة الطبيعية بنجاح عالمي، ما وجه الأنظار إلى السعودية كمقصد للمحتاجين لإجراء مثل هذه العملية. وأوضح أن السعودية شهدت إجراء تسع عمليات لفصل توائم سيامية، منها ست حالات في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض، مؤكداً أن حصيلة هذه العمليات تعد تأكيداً للإنجازات الطبية التي تحققت، وعلى أن الطب السعودي تجاوز مرحلة وصف الدواء بإجراء هذه العملية النادرة، مستشهداً بعملية السياميين البولنديين والماليزيين، والتي كانت أصعب وأطول عمليتين، وكذلك سياميي الكاميرون"فنيوم وشفويو"، اللذين استغرقت عملية فصلهما نحو 16 ساعة على أيدي أطباء سعوديين. واستعرض الربيعة نشأة عمليات فصل التوائم السيامية في أوروبا، وقصة نفيهم في تلك المجتمعات، وكيفية فصل التوائم السياميين، وأنواعهم، مثل التوائم الطفيلية"توأم داخل توأم"والتوائم الملتصقة، موضحاً أنه واجه 42 حالة توأم ملتصق، وتم فصل ثلاثة توائم طفيلية و23 حالة لم تفصل، لافتاً إلى وجود محاولات كثيرة لإجراء هذا الفصل، وإلى أهمية ولادة المرأة قيصرياً عند اكتشاف وجود حالة توائم سياميين. وعدد الربيعة الحالات التي تم فصلها في المملكة، وطرق الفصل ومدى صعوبة الحالات حسب نوعية الالتصاق، موضحاً أنه من الممكن الكشف المبكر عن حالات التوائم السياميين، من فترة الحمل عند المرأة الحامل بتوأم من بويضة واحدة، مشيراً إلى اسم الهرمون المسبب لهذا الالتصاق، وأن مسألة إجهاض المرأة الحامل بسياميين رُفعت إلى هيئة كبار العلماء لإصدار فتوى شرعية في شأنها، خصوصاً وأنه يتم تشخيص التوأم السيامي في الأسبوع الثاني عشر لإجهاضه. وأوضح مدير الجامعة الإسلامية في تقديمه للمحاضرة الدكتور محمد بن علي العقلا، أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحكومته، حققت قفزات علمية وحضارية واقتصادية هائلة في جميع المجالات، ومنها المجال الطبي، والذي أضحت فيه السعودية من كبريات الدول في إجراء العمليات الدقيقة، ومن أبرزها فصل التوائم السياميين. وأكد العقلا أن السعودية سجلت ريادة عالمية في هذا المجال، ما أسهم في تحقيق أثر إيجابي داخلياً وخارجياً عن صورة السعودية، موضحاً أن هذه المحاضرة تأتي أهميتها ضمن برنامج الجامعة الثقافي الحافل في مختلف المعارف.