أخرج أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أصدره أول من أمس القاضي بتعويض أصحاب الإبل النافقة 20 ألف ريال عن كل رأس، عشرات العائلات المتضررة من حال العوز التي عاشوها منذ بدء"الكارثة"في آب أغسطس الماضي، التي حدثت بفعل نخالة"مسمومة". ومعلوم أن حالات النفوق بدأت في محافظة وادي الدواسر، قبل أن تمتد إلى السليل ومن ثم إلى مناطق عسيرونجران وجازان، إضافة إلى مدن أخرى، وبلغ إجمالي الإبل النافقة وفقاً لإحصاءات وزارة الزراعة في المناطق كافة نحو ثلاثة آلاف رأس. وسيطر أمر"التعويض"على أحاديث المواطنين أمس في محافظة وادي الدواسر، التي شهدت أكبر عدد من حالات النفوق 1738 رأساً وفقاً لإحصاءات رسمية، أحدثت مشكلات اجتماعية كبرى، خصوصاً لدى العائلات التي كانت إبلها مصدر دخلها الوحيد. وعبر بعض المتضررين في"الوادي"خلال حديث مع"الحياة"أمس عن سعادتهم بالتعويض، الذي اعتبره بعضهم"منقذاً"لهم من حالات الفقر التي عاشوها هم وعائلاتهم طوال الأشهر الخمسة الماضية. ورأى محافظ محافظة وادي الدواسر منصور إبراهيم العرفج في تصريح صحافي أمس، أن أمر خادم الحرمين الشريفين"أزاح معاناة ملاك الإبل التي عاشوها جراء الكارثة". من جهته، شكر المدير العام للزراعة في وادي الدواسر والسليل المهندس محمد الدوسري، في تصريح صحافي أمس، خادم الحرمين الشريفين"الذي يبذل قصارى جهده لسد حاجات المواطنين". وقال أكثر المتضررين من"الكارثة"في وادي الدواسر المواطن ملفي الفهادي الذي نفق أكثر من 140 رأساً من أبله ل"الحياة":"إن أمر الملك عبدالله خفف من المصيبة التي حلت بملاك الإبل في المحافظة والمناطق المتضررة"، مبيناً أن التعويض سيمكنه من عيش حياة أفضل. وشكر المواطن فنيس مريس المخاريم ل"الحياة"الذي نفقت جميع إبله خادم الحرمين على"لفتته الأبوية الحانية". وأكد المسن سالم العيار الذي ضعف بصره جراء"الكارثة"، أنه حينما علم بأمر"التعويض"خف"الفزع"الذي كان ينتابه كلما فكر في مستقبل أبنائه وأحفاده،"فجميعهم لا يعملون، وكانوا يشاركونني رعاية الإبل التي تساعدهم في توفير مصاريفهم". وفي نجران وهي من أشد المناطق تضرراً من كارثة"النفوق"، قال المدير العام للشؤون الزراعية هناك المهندس فهد الفرطيش في حديث مع"الحياة"إنه لم تردهم حتى أمس آلية صرف التعويضات، مرجحاً أن يتم الصرف خلال الأيام القريبة المقبلة. وأكد أنه منذ وقوع الكارثة تم حصر الإبل النافقة في نجران والمحافظات التابعة إليها، مثل شرورة وحبونا ويدمة ووادي صخي، مبيناً أن عددها الإجمالي تجاوز 350 رأساً. من جهته، أكد أحد المتضررين من ملاك الإبل في نجران علي بن أحمد آل سليم 66 عاماً الذي فقد 18 رأساً من إبله من أصل 32 رأساً - من مستشفى الملك خالد في نجران حيث يرقد جراء وعكة صحية - ل"الحياة"، أنه تلقى خبر التعويض بفرحة كبيرة جداً. وأضاف بعد نفوق إبلي واحدة تلو أخرى أمامي في وادي صخي في محافظة حبونا انتابتني حال من الحزن والاكتئاب لم أتخلص منها إلا بعد إبلاغي بأمر التعويض.