كما للموظف حقوق فإن عليه التزامات تجاه عمله، لكن كثيراً ما تكون المطالب من جانب الموظف تجاه المنشأة، ويكثر الحديث عن حقوق الموظف تجاه الشركة والرواتب والمكافآت وغيرها، ولكن للعمل أيضاً حقوقاً لا بد من احترامها. فعلى الموظف التزامات تجاه عمله، مثل احترام العمل الذي يقوم به، وأداء مهامه الوظيفية المكلف بها، ومعرفة حقوقه وحقوق العمل، ويكون موافقاً مقتنعاً بالراتب الذي عرض عليه وعدم التذمر من ذلك الراتب بعد فترة وجيزة من تسلم عمله، لأنه وافق عليه وارتضاه، ومن المفترض أن يزيد تدريجياً في المستقبل عن طريق العلاوات والترقيات، لذا على الموظف احترام العمل والالتزام بالزى الرسمي وحسن المظهر واللباقة والتعامل الطيب مع زملائه ورؤسائه، وتقديم العمل على غيره، والالتزام بساعات العمل المطلوبة منه، والسرية في العمل والتعاون بينه وبين زملائه، وعدم التهاون والتسيب والتلاعب ووضع حجج للغياب والاستئذان. إضافة إلى التصرف بعقلانية وتأدية عمله على الوجه المطلوب، ففي بعض المنشآت تجد بعض الموظفين متذمراً متسيباً ومتهاوناً في العمل، غير مبالٍ بعد قضاء فترة التجربة التي اثبت وجوده فيها لكي يضمن الوظيفة، ثم بعدها ترى منه العجب العجاب، من تغيب وتأخير وتهرب من واجبات العمل وأعذار كثيرة، وعند سؤاله عن ذلك التسيب يبلغك بأعذار غير مقنعة، مثل أن بعض المسؤولين غير مقدرين له ولم يقدموا الراتب الذي يستحقه، وان هناك بعض الموظفين رواتبهم أعلى منه، أو يعتذر بأن المدير الفلاني كثير التغيب أو التأخير وكثير الإهمال وعدم معرفته للعمل، ولا يعمل بجهد وراتبه أضعاف رواتب البعض بمرات عدة، وهم قلة لمديرين في بعض المنشآت لهم تلك الشخصية، إذ إن همهم الأول المنصب فقط لا غير، يأمر وينهى، وهذا البعض يؤثر سلباً على العمل. فهل يسأل هذا المتهاون المتسيب نفسه لماذا وقّع العقد، ولماذا عمل في تلك المنشأة وهو يعلم كم الراتب وكم يستحق؟ لماذا لم يعترض من البداية أو يتحاور مع المسؤول في تعديل العرض، وإن كانت لديه مشكلة فليطرح مشكلته الوظيفية على المسؤول المباشر لحلها؟ أيضاً عليه معرفة الواجبات والمهام التي أوكلت إليه، فالبعض يكون لديه أعمال كثيرة وهو لا يعلم، والبعض يجلس على مكتبه فقط ليتصفح"الانترنت"أو قراءة الجرائد، وهذا خطأ في الهيكلة الإدارية التي عليها توزيع المهام الإدارية في تلك المنشأة بترتيب متقن، وعلى الموظف احترام المنشأة التي يعمل بها ومراعاة واجبات العمل وقوانينه، وان يتصرف تصرفاً مسؤولاً، لكي يصنع مستقبله المهني ببراعة، كما عليه التطوير الدائم لأدائه في العمل، لأنه مثلما له حقوق عليه أيضاً واجبات تجاه العمل. عبدالمحسن سلمان الهويدي - الرياض [email protected]