الكل يطمح إلى حضور دورة تدريبية لينمي قدراته العلمية والعملية، ويكون مستوعباً لمجريات العمل المستجدة والمتطورة بسرعة فائقة، والتدريب مهم جداً لكل شخص طموح، لأنه يؤهل نفسه إلى التقدم والمعرفة والتطوير، ويعالج السلبيات ويصحح المعلومات ويجعله يخطط بنجاح، وفي الدورات التدريبية فوائد كثيرة يحتاج لها كل موظف يطمح إلى أعلى المستويات الوظيفية، لأنها تزيد من خبرته في مجال العمل، وتؤهله لتولي المناصب القيادية في عمله. كما توجد دورات تدريبية تسويقية، الهم الأول منها المادة فقط، بدلاً من الاستفادة من الناحيتين العملية والعلمية التي يستفيد منها الموظف في عمله، ويهم تلك الشركة التي تقوم بذلك فقط التسويق والدعاية وكسب المال من دون استفادة المتدرب، خصوصاً بعض الدورات التدريبية طويلة الساعات، التي يتخللها أوقات راحة للشاي والفطور والغداء، وكأن المتدرب يحضر حفلة وليس دورة تدريبية، وأنا لست ضد وقت الراحة ولكن في حدود المعقول. في بعض الدورات يكون المدرب مجرد سارد لنظام ما، غير فعال لأنه لم يقم بالمشاركة الفعالة من خلال النقاش المتبادل بينه وبين المتدرب، وتكون شخصيته مهزوزة أو متعجرفاً ومفتخراً بما حصل عليه من شهادات تكون مصدر شك من أين حصل عليها؟ إن دورات اليوم أو اليومين تكون تعريفية أكثر منها عملية، الغرض منها صرف شهادة معتمدة للمتدربين فقط، وهذه إحدى سلبيات مثل هذه الدورات. ولكن ننتقل إلى الجانب الآخر وهي الدورات المنظمة ذات الفترات المدروسة مسبقاً، ومدربين تم اختيارهم بدقة، ومصرح لها من المؤسسات المختصة والرقابة المنسقة، وتستغرق مدة الدراسة فيها أسابيع أو شهوراً، وقد تصل إلى السنة أو السنتين، بحسب الدورة المطلوب التأهيل لها، ليكون المتدرب مستوعباً وقادراً على متابعة ما يستجد، ويطور ما لديه من قدرات ليكون ذا كفاءة عالية، علماً بأن مثل هذه الدورات الجادة التي يتم الاستفادة منها، يجب الإكثار منها في مجال عملنا، ولابد أن تشتمل هذه الدورات التدريبية أيضاً على التخصص والتنوع في مجالات العمل التي نرغب التطور فيها ومعرفتها، وان تكون تلك الدورات داعماً للموظف في المسيرة العملية والعلمية للتميز والتقدير له، ومن المسؤولين الذين يقدرون جهودنا والتطوير الذين نقوم به. وعلى الشركات والمؤسسات القيام بدعم موظفيها بدورات تدريبية تأهيلية وتطويرية شاملة لهم، لكي تكون حافزاً لهم لتطوير العمل في هذه المنشأة، وعلى المتدرب أيضا المحافظة على ما يقدم له من دورات، ولا يكون متهاوناً ويحاول استغلال تلك الدورات كعذر للخروج من العمل أو المماطلة والتسيب، أو التفكير فقط في الشهادات التي تُمنح له لكي يضيفها لسيرته الذاتية، وتكون حافزاً للبحث عن عمل آخر، لأن البعض يعتقد أن هذه الدورات مجرد أعذار للابتعاد عن العمل فترة ما، ويجب على المتدرب الاهتمام بالدورة وأخذ الفائدة منها، ويكون متحمساً لتطوير نفسه وعمله، فعلينا جميعاً التدريب من اجل التدريب، وتطوير الذات أفضل سبيل لعمل ناجح ومستقبل واعد بإذن الله. - الرياض [email protected]