نواجه نحن منتجي الدواجن اللاحم محنة كبيرة، قد تتسبب في كساد تجارتنا وإغلاق مزارعنا وتحميلنا ديوناً بمئات الملايين لا طاقة لنا بسدادها، فضلاً عن ارتفاع سعر الدجاج، نتيجة قلة المعروض في الأسواق. وكان مجلس الوزراء أصدر قراراً برقم 182 وتاريخ 16-8-1423ه مكوناً من شقين، الأول إمهال أصحاب محال بيع الدجاج الحي النتافات مدة أربع سنوات لتصفية أوضاعها، والثاني أن تقوم وزارة الشؤون البلدية والقروية بوضع الترتيبات اللازمة للقطاع الخاص لإنشاء مسالخ حديثة للدواجن كبديل للنتافات. وحصلنا قبل عام أي في 16-8-1427ه على مكرمة من المقام السامي بتمديد المهلة لمدة عام، تنتهي في 16-8-1428ه، وفي آخر أيام المهلة صرح مسؤول في أمانة مدينة الرياض وآخر في أمانة مدينة الدمام بأنه تم تحديد مواقع لإنشاء مسالخ دواجن في منطقتي الرياض والشرقية أي بعد خمس سنوات من صدور القرار، فمتى سيتسلم المستثمرون هذه المواقع؟ وكم من الوقت يحتاجون لإنشاء هذه المسالخ؟ ومتى سيتم تشغيلها؟ مع العلم بأن وزارة الشؤون البلدية بدأت في إغلاق محال الدجاج الحي النتافات قبل إيجاد البديل المنصوص عليه في قرار مجلس الوزراء، الأمر الذي سيؤدي إلى حرمان مزارع الدواجن من المنفذ الوحيد لتسويق منتجاتها، ما سيتسبب لها في التعثر والإفلاس. ولكم أن تتخيلوا حجم الأضرار التي ستطاولنا جراء تنفيذ هذا القرار. إن تطبيق الشق الأول من القرار إغلاق النتافات من دون تنفيذ الشق الثاني في الوقت ذاته إنشاء مسالخ الدواجن، سيضرب صناعة الدواجن في مقتل، وقد يؤدي إلى زيادة دعم الدجاج المستورد وارتفاع أسعاره، فالعملية ليست مجرد ذبح ونتف وبيع بضع دجاجات، انها صناعة تضم مئات مزارع الدواجن في مختلف مناطق المملكة، وهي تعمل بقروض بمئات الملايين، حصل عليها أصحابها من البنك الزراعي التابع لوزارة المال، فضلاً عن التزاماتنا بدفع رواتب آلاف الأيدي العاملة في تربية ونقل وبيع الدواجن، وإيجار المحال وغير ذلك. فبحسب البنك الزراعي وحتى 1423-1424ه فإن البنك قدم لقطاع الدواجن 916 قرضاً، بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 2579 مليون ريال، وهي تضم 650 مشروعاً لتربية دجاج لاحم، إجمالي طاقتها السنوية نحو 380.5 مليون طير، وإجمالي قيمة قروضها نحو 1865.8 مليون ريال. نحن الآن في ورطة كبرى، فمزارعنا مليئة بالدواجن، والوزارة مستمرة في إغلاق النتافات، ومنافسة إنشاء المسالخ كما تعلمون مناقصة حكومية طويلة الأجل، ولا ندري ماذا نفعل سوى التضرع إلى الله بأن يفرج كربتنا، ثم مناشدة والدنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ليكرمنا كما فعل بتمديد المهلة حتى يتم إنشاء وتشغيل المسالخ البديلة الأنسب للنتافات. عن منتجي الدواجن محمد المحسن - الرياض