لم تكن شهية المارة هي الأمر الوحيد الذي أثارته"البسطات"التي أقامها عدد من المطاعم الشعبية أمام مداخلها، إذ أثار الأمر أيضاً مخاوف عدة من تزايد الإصابة بحالات التسمم الغذائي خلال شهر رمضان، خصوصاً أن كثيراً من المواطنين انتقدوا طريقة عرض تلك المأكولات الرمضانية، التي تعرّضها للتلوث. ولم تنجح تصريحات لمسؤولين في إدارة صحة البيئة في أمانة جدة، في تهدئة مخاوف المستهلكين من تعرض تلك الأكلات إلى التلوث أو احتمال إصابة مستهلكيها بالتسمم. إذ على رغم أن صحة البيئة أكدت قيام ممثلين لها بجولات يومية، للكشف على المطاعم، وتزويدهم بأجهزة خاصة لمعاينة نسبة الثلوث في أيدي العاملين، إلا أن الكثيرين لم يعتبروها إجراءات كافية. وقال المهندس راكان الفضل:"أرفض تماماً شراء أي نوع من المأكولات المعدة في البسطات، وذلك لأنها معرضة إلى التلوث بسهولة، ولا أرى مبرراً للمغامرة، خصوصاً أن البديل متاح ومتوافر". بدوره، اعتبر المواطن وليد الشهري أن استهلاك المأكولات المعروضة في البسطات، مغامرة غير محسوبة العواقب، مشيراً إلى أن إعداد كل المأكولات في المنزل هو الحل الأمثل لتفادي المخاطرة. أما عبدالرحمن عدنان فاعتبر أن التخوف من المأكولات المعروضة في تلك البسطات، أمر مبالغ فيه، خصوصاً أن تلك المطاعم - بحسب قوله - تقوم بعرض بسطاتها قبل أذان المغرب بقليل، إضافة إلى تغطية معروضاتها بطبقة من النايلون ليقيها من مسببات التلوث. من جهته، نفى مدير أحد المطاعم في جدة أيمن رضا أن تكون إدارة مطعمه تلقت أي شكاوى بخصوص إصابة أي من زبائنهم بأي حالة من حالات التسمم الغذائي، لافتاً إلى اهتمامهم الكبير بصحة المستهلك، معتبراً أن تعيين مطعمه موظفين تقتصر مهمتهم على مراقبة إعداد الوجبات في شهر رمضان دليل على ذلك. وأرجأ مدير أحد المطاعم الشعبية أمين الرحمن سبب إعدادهم الوجبات قبل عرضها بيوم كامل، إلى عدم وجود الوقت الكافي لسد حاجة المستهلك، متهماً أصحاب البسطات الرمضانية الموقتة في الشوارع العامة والميادين، بأنهم السبب الرئيسي في زيادة حالات التسمم خلال هذا الشهر. من جهته، حذر اختصاصي التغذية الدكتور خالد مدني من بعض العادات الخاطئة في حفظ الطعام وتناول أغذية قد تتلوث بسبب درجة حرارة الجو المرتفعة، وأوضح انه يجب عدم إعداد الوجبات في مثل هذه الأجواء في أوقات مبكرة، بل يجب إعدادها وتقديمها للمستهلك في الوقت ذاته، والمحافظة على التخزين الجيد لتلك الأطعمة حتى لا تتعرض للتلوث الذي يسبب حالات التسمم، مؤكداً أن تكرار استخدام زيوت القلي يحوّل الزيت إلى مادة ضارة ومسمومة في بعض الحالات.