يشكو مواطنون ومقيمون في المدينةالمنورة من تدني مستوى الخدمة والنظافة وسوء التهوية والتخزين والتلوث في كثير من مطاعم المدينةالمنورة مما قد يهدد بارتفاع حالات التسمم الغذائي ويعد تدني جودة المواد الغذائية المستخدمة في الطبخ وطريقة إعداد الوجبات وحفظها من أهم الأسباب التي تعرض المستهلكين للإصابة بالتلوث وأمراض التسمم. «المدينة» رصدت العديد من الملاحظات خلال جولتها على بعض المطاعم وفي البداية قال المواطن خالد السهلي: إن مسألة التلوث في المطاعم أمر محتوم ولكن يدخل في قلوبنا نوعاً من الطمأنينة طهي المواد الغذائية وتعرضها للحرارة الشديدة مما يؤدي إلى قتل كمية كبيرة من البكتيريا والفطريات الموجودة، وأعرب عن أسفه الشديد لعدم مبالاة العمالة باشتراطات البلدية. وقال حسين أسعد: المطاعم أصبحت تنافس البشر بعددها وتحتاج إلى إعادة النظر في إجراءاتها وحماية الناس من بلائها المرتقب في أية لحظة، وأشار إلى المطاعم التي تقدم الأسماك للمستهلكين تعمد لاستخدام «زيوت القلي» عدة مرات وأحياناً لأيام. وناشد صالح المالكي البلديات وأمانة المنطقة بتكثيف جولاتها على المطاعم خصوصاً في أيام العطل الرسمية، حيث يزداد الطلب وقال المالكي: يكاد ينعدم تواجد المراقبين الصحيين خلال تلك الفترة مما يوفر مساحة أكبر لارتكاب المخالفات. وقال فيصل محمد : مطاعم الجاليات تشكل إزعاجاً للسكان في الأحياء بسبب الروائح السيئة التي تصدر منها و التي تؤذي المارة فضلاً عن افتقادها لأدنى مستويات المعايير الصحية. من جهته أكد أخصائي التغذية بمستشفى الملك فهد بالمدينة الدكتور لافي اللهيبي أن التسمم الغذائي يحصل نتيجة تناول طعام ملوث يؤدي لنزلات المعوية وشعور بالغثيان والاستفراغ ثم يصحبه آلام بالبطن والإصابة بالإسهال من ثلاثة إلى أربعة مرات يومياً، مشيراً إلى أن فترة حضانة المرض من 6 إلى 48 ساعة وفي أغلب الأحيان تستمر هذه الأعراض من ثلاثة إلى أربعة أيام ويمكن أن تمتد إلى 12 يوما يصحبها ارتفاع في درجة الحرارة بنسبة 50% من المرضى، وبين اللهيبي أن آلام البطن تكون عادةً في المنطقة المحيطة بالسرة ومنها تنتقل إلى المنطقة السفلى اليمينية من البطن، ويمكن أن يحدث التهاب شديد في القولون مما يزيد من فترة المرض إلى عشرة أو خمسة عشر يومًا وعادة ما يكون الأطفال أو كبار السن أكثر عرضة للإصابات بحالات التسمم والالتهاب البكتيري، مشدداً على عدم الإهمال عند الإصابة بهذه الأعراض ومراجعة الطبيب فوراً. ودعا المطاعم إلى التأكد من جودة المواد الغذائية وتوفير المعدات اللازمة لحفظها للحد من تكاثر البكتيريا وكذلك الاهتمام بأماكن وأدوات تحضير المأكولات ورفع مستوى النظافة العامة والتأكد من النظافة الشخصية والبدنية للعاملين وتكرار عملية غسل اليدين جيدا بعد كل نشاط، وعدم ترك الأطعمة مكشوفة أو معرضة للحشرات أو لجو حار لفترات طويلة، واستعمال القفازات عند لمس الأطعمة والتخلص من الأطعمة القديمة والتي يمكن أن يتغير لونها أو طعمها أو رائحتها وعدم خلطها بالأطعمة الطازجة. تحسين الرقابة من جانبه أوضح المتحدث الإعلامي بأمانة منطقة المدينةالمنورة المهندس عايد بن حسين البليهشي أن أمانة المنطقة اعتمدت مشروع تحسين أساليب الرقابة للارتقاء بمستوى الصحة العامة ورفع كفاءة المراقبين الصحيين وتحسين مستوى المنشآت الغذائية والمنشآت ذات العلاقة والانتقال إلى مرحلة متقدمة لتطبيق برامج الرقابة الصحية على أساس «نظام الهاسب والأيزو 22000» باستخدم قوائم تدقيق رقمية لتقييم المنشآت وذلك بالتعاقد مع شركة سيفتي فرست العالمية المتخصصة في مجالات صحة وسلامة الغذاء، وشدد على أهمية التأكد من صلاحية أماكن تحضير وتصنيع الأغذية ومواقع العرض ووسائل التوزيع والنقل وكذلك من سلامة العاملين للتحقق من وصول الغذاء للمستهلك بأعلى مستوى ممكن من الجودة والنوعية.. وأهاب البليهشي بالمواطنين والمقيمين الاتصال فوراً على الرقم المخصص لطوارئ الأمانة (940) للإبلاغ عن أي مخالفة يتم رصدها والمساعدة في الحد من انتشار التلوث الغذائي بالمنطقة.