سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خادم الحرمين أكد دعمه الصلح وشدد على التزام بنود الاتفاق زعماء الصومال يدعون إلى إرسال قوات حفظ سلام عربية وأفريقية . الفرقاء الصوماليون يستعدون للخطوة التالية بعد توقيع "مصالحة جدة"
برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، تم في جدة أول من أمس التوقيع على وثيقة مؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية. وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن اتفاق المصالحة الوطنية الصومالية الذي وقّع عليه الزعماء السياسيين والقبليين الصوماليين الذين يزورون المملكة في وفد يبلغ عدد أفراده 410، بقيادة الرئيس الانتقالي عبدالله يوسف أحمد، خطوة أولى يتوجب على أطراف الاتفاق الالتزام بها لتعزيز السلام بين الصوماليين من جهة، وبين الصوماليين وجيرانهم من جهة أخرى، وطي صفحة الماضي الدامي. جاء ذلك خلال رعاية الملك عبدالله توقيع اتفاق المصالحة الصومالية في قصر المؤتمرات في جدة مساء أول من أمس، حيث هنّأ الفرقاء الصوماليين على إنجازهم الذي وصفه ب?"التاريخي والمشرّف"لحقن الدم الصومالي وإنقاذ بلدهم مما هو فيه، وقال:"عشنا معكم يوماً بيوم وشهراً بشهر وسنة بسنة ...، وبذلنا كل جهد إلى أن منّ الله علينا باتفاق يسدل الستار على صفحة دامية، ويفتح الطريق أمام مستقبل مشرق للصومال". ووقّع وثيقة الاتفاق، الرئيس الصومالي، ورئيس البرلمان آدم محمد نور، ورئيس الوزراء الانتقالي علي محمد جيدي. من جهته، ناشد الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد القيادة السعودية مواصلة دعمها المصالحة الوطنية في بلاده، مشدداً على أهمية تعزيز هذه المصالحة من خلال إرسال قوات عربية - أفريقية مشتركة تحت قيادة الأممالمتحدة، بهدف ضبط الحال الأمنية في البلاد. وشدد أحمد على أن المساعدات السعودية السخية للشعب الصومالي جاءت في الوقت المناسب، وقال:"كانت المساعدات السعودية طوق النجاة لإنقاذ الصومال، في وقت كان الجميع يتفرج وما من مغيث إلا أنتم". وأشار الرئيس الصومالي إلى أن مؤتمر المصالحة الوطنية في بلاده نجح نجاحاً باهراً، مشيداً بتلبية جميع زعماء العشائر والسياسيين والمثقفين من أبناء الصومال، الذين لبوا نداء المصالحة وأسهموا في إنجاح المؤتمر. وقال يوسف:"اننا ندعو من هذا المنبر الى ارسال قوات عربية وأفريقية مشتركة تحت قيادة الاممالمتحدة، لتتولى مسؤولية حفظ السلام والأمن في الصومال"، متعهداً بمنع المتشددين الاسلاميين من إنشاء قواعد في الصومال. وأضاف:"بعون الله تعالى وبمساعدة كل جهود أبناء الشعب الصومالي سنتغلب على جميع الصعاب لنجعل من الصومال بلداً جميلاً وقوياً ضد الارهاب والفئات الضالة". وأضاف إن مؤتمر مقديشو حضره أكثر من 3 آلاف شخص، بينهم أشخاص من"الفئة التائبة"، واصفاً عاصمة بلاده في ذلك الوقت بأنها "عش الدبابير". وأعلن الرئيس الصومالي في كلمته قبيل توقيع الاتفاق، أن مؤتمر المصالحة سيتواصل في الريف والبادية، لكي يصل إلى شرائح المجتمع الصومالي كافة، وهو ما يتطلب دعماً مالياً، وطالب القيادة السعودية بدعم مالي لمواصلة الحوار، مشدداً على أن أمن الصومال هو أمن للمنطقة كلها.إلى ذلك، قال زعماء صوماليون ضمن الوفد، إنهم اختاروا السعودية لتوقيع وثيقة المصالحة الصومالية لأنها تترأس القمة العربية أولاً، ولثقتهم بالقيادة السعودية. ونقلت وكالة"أسوشييتد برس"عن المتحدث باسم رئيس الوزراء الصومالي عبدالله كودكا قوله ان السعودية تساند عملية السلام والمصالحة في بلاده، كما تساند مقررات مؤتمر المصالحة الصومالية، ولهذا دعت الوفد الصومالي الكبير إلى زيارتها. وتنص مقررات مؤتمر مقديشو على وضع حد للصراع القبلي، ونزع سلاح المقاتلين، وتأهيل الميليشيات، وإعادة الممتلكات إلى أصحابها، ومنح الأقاليم حكماً ذاتياً. تمهيداً لإجراء انتخابات بحلول عام 2009، واعتماد دستور جديد للبلاد.