امتنع عدد من مكاتب النقل البحرية السعودية مع بدء موسم العمرة لهذا العام، عن العمل في نقل الركاب القادمين من جمهورية مصر العربية إلى السعودية، على خط الملاحة البحرية الذي يربط بين ميناءي سفاجا في مصر وجدة في السعودية، بسبب بعض إجراءات السلامة التي تتخذها السلطات المعنية في مصر. وتواصل هذه المكاتب البحرية في جدة توقفها عن العمل في هذا الخط، فيما تستمر رحلاتها بين ميناء جدة وقناة السويس في مصر على رغم بعض الإجراءات التي وصفوها بالتعسفية خصوصاً وأنهم في شهر رمضان وهو موسم العمرة. وأوضح مصدر مطلع يعمل في أحد مكاتب النقل البحري في جدة "فضل عدم ذكر اسمه"، أن هذه الإجراءات التي تتخذها السلطات المعنية في مصر تأتي بعد حوادث عدة، حصلت خلال الأعوام السابقة، إضافة إلى تعطل إحدى البواخر قبل بضعة أيام في مياه البحر الأحمر بعد إبحارها لمدة عشر ساعات لتعود مرة أخرى إلى ميناء جدة الإسلامي. وذكر المصدر أنه سبق للجهات المشرفة على حركة النقل البحري في كل من مصر والسعودية أن أوقفت عدداً من العبارات التي تعمل بين ميناء جدة الإسلامي وقناة السويس في مصر، إضافة إلى إصدارها قراراً يقضي بوضع العفش التابع للراكب في حاويات حديثة خاصة بالسفر تختص بالأمتعة الشخصية وغيرها من المتعلقات بالركاب. وتأتي هذه الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية بعد واحدة من أسوأ الكوارث البحرية في مصر، وهي غرق العبارة المصرية السلام 98 التي كانت قادمة من ميناء جدة - ضبا السعودي إلى ميناء سفاجا المصري، وعلى متنها 1318 راكباً، غرق الكثير منهم. ويأتي هذا الإيقاف للعبارات قبل فترة من دخول عبارة جامع2 اليونانية والسماح لها بالعمل من قبل السلطات المصرية بعد تجاوزها للكشف من الجهات المعنية في ميناء جدة الإسلامي في السعودية وحصولها على التراخيص اللازمة للعمل. يذكر أن العبارات البحرية تعتبر الوسيلة المناسبة لشريحة كبيرة من المصريين في سفرهم، وخصوصاً في مواسم الحج والعمرة، غير أن حادثة عبارة السلام 98 التي أدت إلى غرق عدد كبير من ركابها، أدت إلى فتح الباب أخيراً أمام بعض الانتقادات الموجهة للإجراءات الارتجالية التي اتبعتها الجهات المعنية في التعامل مع عبارات النقل البحري، من خلال السماح لكثير من السفن المتهالكة بالعمل الملاحي.