العرب هم أوسم الناس بالتفوق في الفصاحة واللغة، فلقد كان لهم شغف كبير بحب العلم والأدب. إن الذوق هو سمة كل شخص متحضر، ولكن ليس الذوق في التعامل فحسب، بل هناك ما يسمى بالذوق الفني الذي نستشعره عند قراءة أو سماع قصيدة ما، أيضاً الإحساس هو شقيق الذوق، فهما مترابطان ببعضهما البعض لا يمكن الاستغناء عن أحدهما في الأدب. إذاً ماذا نستطيع أن نقول عن الأدب؟ إن الأدب هو"امتزاج الذوق مع الإحساس"... إنها جملة توقف الحس فهي تحمل على أوتارها موسيقى كلاسيكية هادئة يتطلع بها العقل إلى آفاق واسعة من المعاني الراقية والصور الجميلة التي تثير في الذاكرة خيالاً واسعاً ورحباً. إن الشاعر يكتب القصيدة وهو يتعايش مع أحداثها، ويبوح بهذه القصيدة بما يشعر به من أفراح وأحزان، ويحن فيها إلى الذكريات، وبريق الأمنيات، فيرتل هذا كله أنغاماً خالدات وتتفتح نفسه للطبيعة وروعتها، ويحن للصداقة وعذوبتها، فالشاعر بإحساسه المرهف يسمو بنفسه ويعلو بشأنه فيُقبل على المعرفة والاكتشاف. إذاً لماذا ندرس الأدب؟ ولماذا نقرأ الأدب؟ ولماذا نحب الأدب؟... أسئلة تتبادر في ذهن كل طالب وسامع وباحث وقارئ، إن الأدب إحساس مرهف يتغلغل إلى قلوب محبيه، فعندما نحب الأدب ونتعمق في فهمه ونشتاق إلى معرفة أحداثه ونكثر من قراءته والاطلاع عليه ويصبح بالنسبة إلينا ليس دراسة فحسب بل موهبة. هنا يزداد حسنا الذوقي، وتنمو مشاعرنا، وتتسع آفاق أفكارنا، فنصبح طموحين شامخين محملين بالأهداف، نسعى دائماً إلى الأفضل... عندها نحقق النجاح ونسمو بأنفسنا ونرتقي إلى الأعلى. "فما أشبه القلب الإنساني في إبداعه بالطيف الشمسي في إشعاعه". أبرار السقاف - الرياض [email protected]