للمرة الثانية تشاء إرادة الله أن تحمل زوجة مواطن سعودي مصاب بمرض نقص المناعة المكتسب"الإيدز"أخيراً بطفل سليم، وتأكد ذلك بعد إجراء الفحوص المخبرية والتحاليل الطبية في أكثر من مستشفى حكومي وخاص في محافظة جدة. يقول الزوج ع س ل"الحياة":"تفاجأت عندما أخبرتني زوجتي الثانية بأنها حامل، الأمر الذي دعاني لنقلها إلى أكثر من مستشفى للتأكد من حالها الصحية، بعد أن سيطر على عقلي وسواس المرض، إلا أن نتائج التحاليل الطبية طمأنتني على حال الزوجة وطفلها". ويشير ع س، وهو أب لعشرة أبناء من زوجتين، إلى أنه كان حريصاً على عدم مقاربة أي منهما من دون أخذ الاحتياطات المانعة للحمل، إلا أن مشيئة الله جاءت لتفرح قلبه مرة أخرى بطفل سليم، لينضم إلى إخوته الذين تعالت أصواتهم فرحاً بقرب قدوم أخيهم الحادي عشر. ويضيف، أن زوجته الأولى أنجبت له طفلاً سليماً في وقت سابق، ووعد بعدها بعدم تكرار هذه التجربة التي عاش خلالها لحظات قاسية، ولم تهدأ نفسه إلا بعد أن داعب طفله بيديه، وأثبتت التحاليل المخبرية أنه سليم. ولفت ع س وهو في الأربعين من عمره أنه بعد أن أنجبت زوجته الأولى طفلاً، كانت الزوجة الثانية تتحدث كثيراً عن رغبتها بمولود، إلا أنه كان رافضاً لهذه الفكرة التي وصفها ب?"المغامرة"، ما دعاه لاستخدام"الواقي الذكري"خلال المعاشرة الزوجية. وقال:"لم أتوقع أن تحمل زوجتي، خصوصاً بعد أن اتخذت الاحتياطات اللازمة كافة للحيلولة دون وقوع الحمل، إلا أن مشيئة الله جاءت لتفرح قلبي من جديد ويرزقني بطفل سليم، بعد أن أثقل المرض كاهلي، وتكالبت علي الهموم من كل حدب وصوب". وكشف ع س، وهو عاطل عن العمل، أن زوجته الحامل كانت في حال نفسية سيئة خلال انتظارها نتائج التحاليل الطبية، وكانت مترددة في إجراء هذه التحاليل خوفاً من نتائجها، ما دعاها للتفكير جدياً في إجهاض الجنين، بعد أن تلبسها وسواس إصابتها وجنينها بفيروس الإيدز. وقال إن علاقته مع الله لم تنقطع في الليل والنهار منذ إصابته بمرض"الإيدز"، وأخذ يجالس زوجته ويخفف عنها حتى أقنعها بفكرة إجراء التحليل الطبي، لوضع حد لكابوس الانتظار والخوف من المجهول. ويؤكد ع س في الوقت نفسه أنه يعيش وأسرته حياة سعيدة يسودها الحب والوئام، على رغم ما يحمله من آلام أفرزها ذلك المرض"الصامت"الذي وضعه في قائمة"المنبوذين"اجتماعياً. وكانت"الحياة"نشرت في الأول من آذار مارس الماضي قصة مولود ع س الأول منذ إصابته بمرض نقص المناعة المكتسب"الإيدز"، والتي أنجب فيها طفلاً سليماً، في حين لا يزال يعكف على تأليف كتابه الذي يحكي واقع حياته بعد إصابته ب?"الفيروس"، ومعاناة بقية المصابين بهذا الداء نفسياً واجتماعياً واقتصادياً.