"ستر الله على طفلي وعلى زوجتي من هذا المرض الخبيث، لكن تعلقي بالأطفال ورغبتي في أن يمتلئ المنزل بهم، فكانت لحظة طيش جامعت فيها زوجتي حتى حملت ورزقت بمولود سليم، ولن أكرر هذه المغامرة التي ربما سأدفع ثمنها غالياً"بهذه الكلمات بدأ مواطن سعودي مصاب بمرض نقص المناعة المكتسب"الإيدز"حديثه عن قصة مولوده الجديد الذي انضم إلى إخوته الخمسة من دون أن ينتقل له المرض. يقول ع س ل"الحياة": إنه رجل في الأربعين من عمره ولديه زوجتان وابتلي بالمرض بسبب نقل دم ملوث خارج البلاد، وعلى رغم أنه أبلغ زوجتيه بحقيقة مرضه إلا أنهما وافقتا على العيش معه لرعاية الأطفال والاهتمام بشؤون الزوج وتلبية احتياجاته". ويضيف ع س وهو عاطل عن العمل أنه يحب الأطفال كثيراً، لكن ما يمنعه عن إكثار النسل هو وقوعه في فخ"الفيروس"الخبيث الذي شل حركته على المستويات كافة وأرهقه مادياً ونفسياً، حتى بات معزولاً عن المجتمع لفترة طويلة، قبل أن يعود ويقف أمام هذه الحقيقة التي يعاني منها ملايين البشر في دول العالم كافة. وأكد ع س أنه استسلم في أحد الأيام لقوة"العاطفة"وقام بمجامعة زوجته وحملت منه، وقال:"منذ مقاربتي لزوجتي صحوت لنفسي ورحت أدعو الله بأن يستر على زوجتي وعلى طفلي من المرض وكنت أصلي الليل والنهار حتى يغفر الله لي ويسامحني على هذا الفعل". وأضاف أنه عندما شعرت زوجته بأنها في حال وضع نقلها مباشرة إلى أحد المستشفيات الحكومية وأطلعهم على حقيقة مرضه، الأمر الذي دعا الأطباء إلى تكثيف الفحوص المخبرية والتحاليل الطبية للاطمئنان على حال الزوجة والطفل معاً، واتضح أنهما سليمان من الأمراض كافة، وقال عندئذ"لم تسعني الفرحة عند سماع الخبر، وعلى الفور سجدت لله شكراً على هذه الهدية التي ستخفف من مصابي وهو دليل على قدرة الله عز وجل ولطفه بعباده". وأكد ع س أنه سيعمد خلال الفترة المقبلة إلى تأليف كتاب خاص عن حياته مع المرض، يتطرق فيه إلى يومياته قبل إصابته ب"الإيدز"وحياته بعد الإصابة، إضافة إلى الكشف عن خفايا مرضى الإيدز من الجنسين وطريقة عيشهم وتعايشهم مع المحيطين بهم وقضايا أخرى تتعلق بحقيقة هذا المرض على المستويات كافة.