ابنتي الغالية... لا تبكي أن حبيبات الدمع المنسابة على وجنتيك هي قطرات تعتصر قلبي فتؤلمني، فتبعث الكآبة والحزن في أعماقي. ابنتي، قد أداعب أخاك... أمازحه... ألاعبه... فهو طفل صغير كما كنت قبل سنين، ولكن لا أقصد أن أؤلمك أو أجرح مشاعرك. غاليتي... إن الغيرة نار تتأجج في داخل الإنسان لا تميز... فهي عمياء لا تستدل الطريق... فلا تجعليها ملاذ هروبك... ولا عنوان حياتك. أمسحي يا صغيرتي عن عينيك الجميلتين هذه الدموع، فلا أطيق حتى نسمة الهواء حين تداعب خصلات شعرك، ولا الشمس حين تسقط حزمة من شعاعها على عينيك، ولا الورد حين يخز شوكه أصبعك. حبيبتي... أنا لست جاحداً لأنكر تلك السعادة التي غمرتني بها حين كنت مثله طفلة... فضحكتك وقهقهاتك سيمفونية أطربتني، حركت السكون والرتابة في حياتي، حضنك الصغير كان استراحتي التي أتقوقع بها بعد تعبي. واليوم وأنت خير من أجالسه... من استمتع بحديثه... بصراحته... بجرأته... بانتقاده لي حتى لو كان انتقاداً لاذعاً.فأنت المرآة التي تعريني أمام نفسي من كل زيف... آراؤك الحرة... قد اختلف معك في بعضها... لكنها تزيد مساحة الحرية التي وضعتني فيها وارتضيتها من دون أن تكسري الأسوار. فأنت مولودة من رحم الحاضر وابنة الغد... المستقبل بأجمل صوره... وأنا مولود من رحم الماضي وأعيش الحاضر فاستفيدي من تجاربي... لقد تعثرت في الحياة وسقطت وتكررت عثراتي ولكنها أعطتني صلابة وثباتاً أعيشها لليوم... فاستفيدي من نصائحي حتى لو مللت تكرارها... لتجنبك عثرات الحياة وسقطاتها وتزيدك صلابة على مواجهة الحياة. غاليتي... لن تستطيعي أن تغلقي النافذة أمام عينيك، لأن عينيك ستظلان معلقتين بدوامة الحياة خارجها... لذا عليك أن تسطري حياتك بمداد من حب... عيشي حياة طفل... بعثري انفعالاتك البريئة بكل حب بين أسرتك... وتحكمي فيها خارجها، لأن من خارج النافذة لا يعرفون معنى البراءة، واضحكي من قلبك... وأبكي من قلبك... لتكوني دائماً في لحظات صدق حتى مع نفسك. ولا تنسي دائماً... وأبداً... أنك الغالية التي تملأ حياتي بهجة وسروراً. نبيل خليل الكويتي - جدة [email protected]