كشف مصدر في وزارة الصحة أن تعميم"الوصفة الطبية الإلكترونية"، التي دشنها وزير الصحة الدكتور حمد المانع قبل نحو شهر، سيسهم في تقليص حجم الأخطاء الدوائية التي تصل نسبتها إلى 20 في المئة في السعودية من مجمل الأخطاء الطبية عموماً. وتنتظر الوزارة نتائج التطبيق المبدئي للتجربة في مجمع"الرياض الطبي"في الرياض، وفي حال نجاحه ستعممها على بقية المستشفيات السعودية ومراكز الرعاية الصحية الأولية. وقال المصدر في الوزارة"إن نسبة الأخطاء الطبية التي وقعت في السعودية خلال الفترة من 2001 إلى 2006، بلغت 25.920 خطأ طبياً، وتمثل الأخطاء الدوائية المشكلة الأكثر شيوعاً بين الأخطاء الطبية". وتوقع المصدر في تصريح ل?"الحياة":"أن تحيل تقنية الوصفة الدوائية الإلكترونية الوصفة الدوائية الورقية، إلى ذكرى طبية، تسببت في كثير من الأخطاء القاتلة"، مضيفاً"ستغني الوصفة الطبيب تماماً عن استعمال القلم والورقة، لكتابة وصفة دوائية، إذ سيكتفي ببرنامج حاسوبي الكتروني حديث، يسمح له بكتابة الوصفات الطبية من حاسوبه الشخصي، أو جهاز لاسلكي، وإرسالها مباشرة إلى الصيدلية". وأوضح أن الوصفة الطبية الإلكترونية"تعزز سلامة المريض، وتزيد نسبة الأدوية المحضرة، وتخفف كلفة علاج المريض وتسهم في تطور النظام الصحي، وتقلل من نسبة الأخطاء الطبية المتوقعة، وتوفر الوقت على العاملين في المجال الطبي، سواءً الطبيب أو الصيدلي، وحتى المرضى، كما تتيح وضوح القراءة للصيدلي"، مشيراً إلى أن هذه الوصفة"أمر يحتاجه الصيدلي لصرف الأدوية، حتى لا يقع في خطأ يهدد سلامة المريض، بسبب عدم وضوح الكتابة، ما يجعله يخطئ في اسم الدواء، أو حجم الجرعة، أو المدة، أو عدد الأدوية التي ينبغي ان يحصل عليها المريض"، موضحاً أن برنامج الوصفة الدوائية الإلكترونية"يعطي تنبيهات مباشرة عن الأخطاء الطبية، في حال أخطأ الطبيب في كتابة الوصفة على الجهاز، أو يحذر من وجود تفاعلات بين الأدوية مع بعضها". ووفرت وزارة الصحة أجهزة خاصة بالوصفة الإلكترونية، كما أعدت برامج للأطباء والصيادلة، لتدريبهم على كيفية التعامل مع هذا التقنية الجديدة. وبلغت كلفة الوصفة الطبية الإلكترونية التي دشنت في مجمع الرياض الطبي الشهر الماضي 38 مليون ريال. وقال المشرف العام على المجمع الدكتور عدنان العبد الكريم:"في المستقبل القريب سيتم توحيد ملفات المرضى وربطها ببطاقة الأحوال، التي تمكن المريض من متابعة علاجه في أي مستشفى من مستشفيات وزارة الصحة، عندما يتم ربط ملفات المرضى بقاعدة بيانات الوزارة، من خلال النظام الإلكتروني". وتصيب الأخطاء الدوائية أكثر من 1.5 مليون شخص سنوياً حول العالم، طبقاً لتقرير صدر أخيراً، من معهد طب أكاديمي أجنبي، ونشرته الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية. ويكلف علاج الأخطاء الدوائية التي تحدث في المستشفيات مبلغ 3.5 بليون دولار في السنة، ولا تأخذ هذه التقديرات بعين الاعتبار خسارة الأجور والإنتاجية أو زيادة كلفة الرعاية الصحية، كما يوضح التقرير. وتشمل الأخطاء الدوائية،"الأدوية التي تصرف بوصفة طبية، وكذلك الأدوية اللاوصفية، والفيتامينات والمعادن والأدوية العشبية". وتعد الأخطاء شائعة في جميع المراحل، بدءاً من وصف الدواء، إلى تناوله. ويقدر التقرير أن هناك خطأً دوائياً واحداً على الأقل يحدث لكل مريض يعالج في المستشفى في كل يوم، وإن كان هناك تباين كبير في معدلات الخطأ من مكان لآخر.