في حياتي لحظات حزينة، سطرتها بدموعي، عشت هذه الأيام وأنا أتذكر تلك المواقف التي دمعت عيني منها، وظل قلمي ساكناً، ولا أعلم من أين أكتب عن تلك الأحزان، وأي تصور أرسمه لتلك الساعة المبكية. حينما تظلم الدنيا أمام عيني، وحينما أفقد النور الذي يضيء طريقي... حينما تضعف قوتي وتقل حيلتي... النار في صدري لا يطفئها إلا محاولة يائسة من دمعة بائسة تداوي العور بالعمى. أحياناً نظن أننا ملكنا الدنيا بما فيها، فرحنا، وضحكنا كثيراً، لُبيت جميع مطالبنا... صادفنا، وصادقنا... استمتعنا بكل ما نريد... فهمنا الكثير وفهمونا... تمنينا المستحيل من دون يأس وصدقنا من أحبه قلبنا من دون تردد... ووثقنا به من دون خوف. فأصعب ما لم أكن أتوقعه أن يقتلني عدوي بيد صديقي، وأدفع ثمن الرصاصة التي اخترقت قلبي... أبكي بدمي ودمعي حرقة على هول الحادثة... فصدق الشاعر حينما قال: الناس شتى إذا ما أنت ذقتهم لا يستوون كما لا يستوي الشجر يا سامع خفقان القلوب الحزينة، وأنات النفوس الكليمة، وزفرات الصدور المحترقة، وعالم نزعات القلوب الضالة وجراحات الأهواء المردية، لا تدع قلباً خائفاً إلا أمنته، ولا صدراً زافراً إلا روحت عنه، ولا عقلاً ضالاً إلا هديته، ولا هوى زائفاً إلا رددته حكمة ورشداً. عبدالله بن محمد الهاجري - الرياض