الحفرة صنو المطب، فهذه مقعرة وذاك محودب، ويشتركان في خاصية التخفيف من الاندفاع السرعة وأما المطبات الاصطناعية إذا لم تكن مطلية باللون الأصفر الفوسفوري مع اللون الأبيض فغالباً ما لا يراها السائق ليلاً، خصوصاً في الشوارع غير المضاءة، أو يراها من مسافة قريبة جداً يستحيل معها تخفيف السرعة، فتتلف سيارته أو يصيب الركاب ما يصيبهم، خصوصاً الحوامل... ومدينة جدة تكثر فيها الحفر لأنها مدينة ساحلية تتأثر تربتها بالأملاح السبخة وحتى الأسفلت يضعف مع مرور الوقت وضغط العربات، خصوصاً الثقيلة، إضافة إلى طفح المجاري أو مياه غاسلي السيارات، وهم وافدون متخلفون، وأيضاً ومياه الأمطار وغيرها، كل هذه العوائق تعمل على تفتيت الأسفلت، مكونة حفراً عدة مختلفة الأحجام والأعماق! وكم حزنت على سيارة المرور عندما سقطت في حفرة في تقاطع شارع فلسطين مع طريق الأمير ماجد، وقد طارت منها"الطاسات"، قد أتيحت لي مساعدتهم في جمعها! وبقيت هذه الحفرة كما هي عليه أكثر من أسبوع تصطاد السيارات، خصوصاً الحافلات من طرازالكوسترات الممتلئة بالركاب، وقد أصابهم ما أصابهم، فالحفرة كانت ممتلئة بالماء ولا يستطيع أحد تمييز وجود حفرة عميقة تحت بركة الماء! ولولا هذه الحفرة لازدادت معدلات الحوادث بسبب السرعة الزائدة، لأن الحفرة تؤدي مهمة المطبات، بينما هي نفسها نتجت عن الأسباب السالفة، فأصبحت من عوائق السير، تشوه جمال جدة، هذه العروس السياحية، وبسببها وغيرها أعتقد أنه لا بد من إيجاد أجهزة كشف الحفر، التي تشبه أجهزة كشف الألغام، للبدء في ردمها بواسطة شركة أو مؤسسة على مدار العام، ويكون لديها خط ساخن أو حتى جوال لاستقبال ملاحظات وبلاغات المواطنين، كما من الضروري أن يكون من ضمن عمل هذه المؤسسة إنشاء المطبات الاصطناعية بطريقة مدروسة. ولا يفوتني أن أذكر هنا أهمية فتح فتحات في الجزيرة الطويلة بين الإشارتين! وهذه الفتحات تسهل انتقال العربات من المسار الصاعد إلى النازل بدلاً من أخذ اللفة من عند الإشارة Uما يسبب الربكة والازدحام والضغط عند الإشارة، فقد وجدت أن إدارات الطرق والشوارع اعتمدت هذه الطريقة في جميع مدن الولاياتالمتحدة الأميركية، إذ تساعد عدد 4 فتحات بين المسارين في مسافة 500 متر بين الإشارتين على امتصاص الازدحام، خصوصاً عند الإشارة لمن يريد الاستدارة، لأن حجم الجزيرة هو تقريباً بحجم السيارة من حيث العرض، فلو انتظرت 3 سيارات داخل المساحة المأخوذة من الجزيرة بحسب اتجاه السهم العريض المزين بعيون القطة، فبالإمكان استدارة السيارة من هذه الفتحات، ومن المسارين بحسب اتجاه السهم حيث ينتقل السائق إلى الشوارع الجانبية التي يريدها، وبذلك يخف الازدحام عند الإشارات ويسهل مرور سيارات الإطفاء والشرطة والمرور والإسعاف. آمل أن يتفضل أحد من المعنيين بحركة المرور بزيارة للولايات المتحدة الأميركية لدراسة هذه التحسينات الهندسية في الطرقات... وحتى يتم هذا أو ذاك لا بد من التحكم في مدة وقت الإشارات المرورية، حتى نضمن مروراً وتحركاً وعبوراً لأكبر عدد ممكن من السيارات قبل قفل الإشارة! لأن التوقيت الحالي لتبدل الإشارات يعوق الحركة ويسبب الازدحام والسرعة! ومن يتهيب صعود الجبال *** يعيش أبد الدهر بين الحفر