يبدو أن مسلسل الجثث المجهولة والمتحللة التي اكتشفت أخيراً في صحاري رنية، عاد إلى الظهور مجدداً، ولكن في صحاري محافظة الخرمة هذه المرة التي تبعد عن رنية نحو 100 كيلو متر، وذلك بعد أن عثر على جثة إفريقي في أحد المواقع الصحراوية في الخرمة 400 كلم شمال الطائف قبل أيام. وحذر عمدة محافظة الخرمة علي الناقول، من تحول طرق مرور وهروب المتخلفين الذين تفترسهم الصحراء، إلى الخرمة بدلاً من منطقة رنية، ويرجع الأسباب إلى أن صحراء رنية ذات كثبان متغيرة المعالم ومظللة، على عكس صحراء الخرمة، والتي يميزها ويحدد معالمها بعض الجبال والأودية، وتعتبر أسهل في تحديد الاتجاهات. وأكد أن الحملات الأمنية التي شهدتها منطقة رنية طوال الفترة الفائتة، بعد اكتشاف ما يقارب الأربعين جثة متحللة في مواقع مختلفة من صحراء رنية، أدت إلى تخلي المهربين والمتخلفين عن سلوك هذه الطرقات، بعد أن ساءت سمعتها، ما اضطرهم للتحول إلى المسالك البرية في الخرمة. وكانت الأجهزة الأمنية، عثرت على جثة إفريقي مجهول الهوية، مطمورة داخل الكثبان الرملية في وادي الخرمة، إثر بلاغ تقدم به أحد المواطنين يفيد بوجود جثة حديثة الوفاة تم العثور عليها على بعد 300 متر من أحد الجسور على الطريق السريع، وتبعد 500 متر عن أقرب تجمع سكاني بالمنطقة. وأكد الناقول، أن المعاينة الأولية للجثة في الموقع رجحت أن تكون الوفاة طبيعية، أو أنها نتجت من مضاعفات مرضية، كون التقرير الطبي أشار إلى أن صاحب الجثة مصاب بالربو، إذ وجد بجانبه ماء ووجبات خفيفة ووجد قريباً من المساكن المأهولة، ما يستبعد وفاته عطشاً أو جوعاً. وطالب الناقول الأجهزة الأمنية بتشكيل لجان على غرار اللجان المشكلة في رنية، للبحث عن المتخلفين وربما العثور على أي جثث، لافتاً إلى أن استخدام مثل تلك العمالة المتخلفة يشكل خطراً عليهم وعلى البلاد، فهم لا يملكون أي أوراق رسمية تكفل لهم حق الإقامة والعمل وتحفظ حقوقهم. ويرجح أسباب انتشار ظاهرة الجثث في هذه المنطقة، إلى استخدام المواطنين لهولاء المتخلفين كرعاة ومزارعين، بكلفة أقل كونه لا يخضع لأي نظام، إضافة إلى أن الحد من إجراءات استقدام العمالة وارتفاع كلفة الاستقدام على أبناء البادية وجهلهم بالإجراءات والقوانين فاقم من استخدام العمالة المتخلفة ورواج الطلب عليهم.