كما هو الحلم أتى سريعاً واختفى سريعاً في نظر عشاقه على رغم استمراره في الملاعب لأكثر من 20 عاماً، أخذ من اسمه الكثير فقد أطلق عليه النقاد البرق وآخرون سمّوه بحمزة قول وفئة ثالثة سمته بالأنموذج، فكل تلك الألقاب تليق بالنجم حمزة ادريس الذي مر بمراحل عدة في حياته الرياضية التي بدأها عبر ثلاثة أندية هي الأنصار وأحد وانتهاء بالاتحاد. لم يكن يتوقع أبداً ذلك الفتى الأسمر والذي وُلِد في طيبة الطيبة يوم 18 تشرين الأول أكتوبر من عام 1972، وسط أسرة رياضية أن تنتهي حياته الرياضية بإعلانه قرار الاعتزال بهذا الحب من الجميع بعد أن فرض سطوته واسمه بأخلاقه التي جعلته أنموذجاً للاعب السعودي وعلى رغم حب الشهرة لدى الجميع، إلا أنها لم تكن لتغير شيئاً لدى النجم حمزة ادريس، الذي نثر إبداعاته في الملاعب السعودية راسماً الفرح في قلوب عشاقه. وكأي لاعب ناشئي فقد تعلق حب اللاعب حمزة ادريس بالكرة باكراً بسبب وجود أشقائه الذين ورث منهم حب كرة القدم. وشاء القدر أن يلتحق حمزة بنادي الأنصار مع شقيقه عمر ادريس ويلعب في مركز الحراسة لمدة 3 أشهر لم يجد خلالها أي اهتمام وهو ما جعل إداري الخصم اللدود لناديه علي فوده من التدخل ونقله بلمح البصر لأحد في عام 1983، ومنه انطلق ادريس هناك حيث بدأ حياته الرياضية الحقيقية وكانت السنة التالية لانتقاله لأحد تشهد تحقيق الكرة السعودية أول انجازاتها في سنغافورة بتحقيق كأس آسيا والوصول لاولمبياد لوس انجليس، وهي البطولة التي ظلت تدور في مخيلة ادريس الذي كان يؤمل نفسه بارتداء شعار الوطن، ليأخذ على نفسه عهداً بأن يكون أحد نجوم الكرة السعودية، وكانت السنوات العشر التي قضاها في احد مليئة بالإثارة فقد كان خلالها النجم الأوحد لفريقه الذي أوصله للمنتخب ويتم اختياره في قائمة المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم عام 1994 في أميركا والتي أقيمت في قطر، ويترك حمزة أقوى بصمة بإحراز هدف السعودية الرابع في المرمى الإيراني والذي بموجبه تحقق الحلم السعودي للمرة الأولى بالوصول لكأس العالم، ومعها بدأت شهرة حمزة الذي بدأت الأندية تتهافت عليه قبل أن يفوز به الاتحاد الذي دفع آنذاك مبلغ 3.5 مليون ريال، ليبدأ مرحلة جديدة من المجد مع"العميد"وتتوالى الانجازات والشخصية له، حيث حقق حمزة أعلى معدل تهديفي في عام 1420ه عندما أحرز 33 هدفاً كرقم قياسي نال على أثره ثالث هدافي العالم ولم تتوقف أهداف حمزة عند ذلك الحد، إذ أحرز أكثر من 13 هدفاً في الاستحقاقات المحلية منها 9 أهداف عام 1998، منها الهدف الذي نال على أثرها الاتحاد بطولة الدوري من أمام الأهلي، وكرر السيناريو نفسه بالهدف الذي سجله في مرمى النصر في نهائي عام 1421ه، بعد أن كان قد سجل في ذلك الدوري 6 أهداف وسجل هدفاً في نهائي في 1423ه الذي جمع فريقه بالأهلي في اللقاء الذي انتهى اتحادياً بثلاثة لهدفين ولم تسلم شباك أي مرمى من أهدافه حيث سجل في الأندية كافة التي لعب أمامها. وفرض"البرق"تخصصه في مرمى الأهلي بتسجيله 8 أهداف، وفي الوحدة 9 أهداف، وسجل في الهلال والنصر 6 أهداف في مرمى كل منهما. إلا أنه كان رحيماً بمرمى فريقه السابق أحد إذ لم يسجل سوى هدفاً واحد، وحقق حمزة 3 مرات"هاترك"كانت في مرمى الرياض والاتفاق والنجمة، الى أن أعلى معدل أهداف سجله في مباراة واحدة كانت في الوحدة بتسجيله 6 أهداف، وبخلاف تسجيله في الأندية السعودية فقد سجل 12 هدفاً في البطولة العربية و9 أهداف في الآسيوية و5 أهداف في كأس الأندية الخليجية، وهدف توج به الاتحاد ببطولة كأس السوبر السعودي المصري أمام الأسماعيلي. وكما عاش النجم حمزة ادريس حالات الفرح فقد مر بلحظات حزن وألم من جراء ما تعرض له من إصابات، إلا أن أكثر تلك اللحظات إيلاماً له هي لحظة إضاعته لركلة الجزاء في نهائي كأس آسيا أمام اليابان في لبنان في عام 2000، وهي اللحظة التي توقع الجميع بأنها ستكون النهاية له، الا أنه كالخيل الأصيل إذ نهض من كبوته وواصل انجازاته بتحقيقه عدداً من الألقاب جعلته النجم الاتحادي الأوحد ومعشوق الجماهير التي كانت تردد مع كل هدف يسجله"آه يا حمزة"ليعلن أخيراً قرار اعتزاله بتسجيل انجاز سيظل محفوراً في قلوب الاتحاديين بتحقيقه لقب بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين في نسخته الأخيرة، ليبدأ الاتحاديون معه مرحلة البحث عن إقامة حفلة تليق بتاريخه وببطولاته وقبلها أخلاقه التي جعلته أحد اللاعبين القلائل المحبوبين من الجماهير كافة. يذكر أن سجل ادريس من الكروت الحمراء لم يتجاوز سوى كرت أحمر، وسجل في لقاء أمام الغريم التقليدي الأهلي بعد مناوشات حدثت بين ادريس وحسين عبدالغني، وكان ذلك الكرت الأول والأخير لحمزة ادريس الذي اعتبر هذا الكرت تشويهاً لتاريخه الناصع.