كشف تقرير صادر عن المختبر المركزي للأدوية والأغذية في وزارة الصحة، عدم مطابقة المياه المستخدمة في مستشفى عرعر المركزي ومديرية الشؤون الصحية في منطقة الحدود الشمالية التي تشرف عليه للمواصفات القياسية السعودية رقم 701 لعام 2000. وذكر التقرير الذي صدر قبل ثلاثة أسابيع، وتحديداً في 25/5/1428ه، أن مياه"مستشفى عرعر"و?"الشؤون الصحية"تحوي كمية مرتفعة من الأملاح الذائبة فيها تزيد عن الحد الأقصى المسموح به، إضافة إلى ارتفاع كمية"العصر الكلي و"الكلوريدات"و"الكبريتات". وكان"المختبر المركزي"أجرى الفحوص بناءً على طلب مدير"صحة الحدود الشمالية"، وشمل ثلاث جهات هي: مستشفى عرعر، الشؤون الصحية، مركز العويقلة، وأظهرت النتائج صلاحية مياه"العويقلة"فقط. واعتبر مصدر في مستشفى عرعر في حديث مع"الحياة"، أن النتائج التي أظهرها التقرير كشفت مدى الخطورة"الكبيرة"التي قد تسببها مياه"المستشفى والشؤون الصحية"للمرضى والصحة العامة، خصوصاً أنها تستخدم في غسل بعض الأجهزة الطبية وتعقيم الأدوات التي تستعمل أثناء إجراء الجراحات، فضلاً عن أنها تستعمل في تنظيف أجهزة الغسيل الكلوي. ورأى المصدر فضّل عدم كشف اسمه، أن ما يزيد تفاقم المشكلة هو أن مستشفى عرعر الذي تبلغ سعته 150 سريراً يعد الأكبر في المنطقة الشمالية، ويخدم نحو 200 ألف مواطن. وقال إن إحدى العينات التي أجرى"المختبر المركزي"الفحص عليها أخذت من المياه التي تستخدم أثناء إجراء الغسيل الكلوي، لافتاً إلى أن هذا الأمر كشف مدى الخطورة التي قد تلحق بمرضى الفشل الكلوي الذين يراجعون المستشفى. وتمسك بأن المياه تستخدم في تنظيف الأجهزة الطبية وتعقيمها، إضافة إلى الأدوات التي تستخدم في الجراحة. وحذر المصدر من امتداد الخطر إلى الزوار الذين يشربون من برادات المياه في المستشفى. وأضاف أنه"بعد إبلاغ المسؤولين في مستشفى عرعر والشؤون الصحية في الحدود الشمالية بمخاطر هذه المياه الملوثة، يجب عليهم التحرك سريعاً لتعقيمها، أو تزويد المستشفى بمياه نظيفة مطابقة للمواصفات الصحية". وتابع:"من المعرف علمياً أن استخدام مياه تحوي نسبة مرتفعة من النترات يؤدي إلى مرض يسمى ب"المتهيموغلوبينيميا"، الذي بدوره يضعف قدرة الدم على نقل الأوكسجين إلى أجزاء الجسم"، موضحاً أن غلي المياه لا يقلل نسبة النترات فيها. وأشار إلى أن المياه التي تحوي كميات"غير آمنة"من العناصر الكيماوية الطبيعية أو المعادن تؤدي إلى أمراض مزمنة، معتبراً أنه في حال استخدامها لفترات طويلة تتراوح بين 5 و20 عاماً، فإنها قد تؤدي إلى إصابة الإنسان بسرطان الجلد والمثانة والكلى. يذكر أن مدير الشؤون الصحية في منطقة الحدود الشمالية الدكتور فارس الهادي، أعلن في تصريح سابق إلى"الحياة"موافقة وزارة الصحة على إنشاء مستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز التخصصي في عرعر بسعة 500 سرير، وأكد أن العمل في إنشاء المستشفى سيبدأ"قريباً". وأكد الهادي، حينها، أن إدارته ستشرع في تشغيل"المختبر المركزي"في المنطقة.