لم تتغير طقوس نهاية الاختبارات هذا العام عن الأعوام الماضية على رغم مرور سنوات منذ ظهورها، فبعد انتهاء الاختبار الأخير خرج الطلاب مبتهجين بانتهاء ما أطلقوا عليه"المعاناة"، وأصوات الصفير والتصفيق أعلنت بداية الحرية، ولم يتسابق الطلاب نحو باب الخروج من المدرسة بحسب العادة مع انتهاء فترة الاختبار. أمس كان آخر أيام اللقاء في المدرسة، استمرت الطقوس الماضية من دون تغيير، وبدأت التجمعات تتشكل حول المعلمين من أجل التوديع والتقاط الصور للذكرى، متناسين اختبار"الحديث"الأخير وأسئلته إلا أنه كان بإجماع الطلاب"مسك ختام"، فلم يتصف بأية صعوبة، عدا سؤال التعليل لطلاب القسم الأدبي. يقول الطالب عبدالله النويصر حاصل على معدل 90،"لم يعكر مزاجنا سوى هذا السؤال لكن بصورة عامة الأسئلة سهلة جداً وكانت بحق خير ختام". وكالعادة شهدت مدارس البنين ظواهر كانت متوقعة، أبرزها"التفحيط"الذي حدث في أكثر من مدرسة. ولم يغفل الطلاب ما اعتادوا عليه في السنوات الماضية، فبعد الخروج من المدرسة توجهت مجموعات كبيرة منهم نحو متنزه الأحساء الوطني حجز الرمال، للاشتراك في وجبة غداء احتفالاً بانتهاء الاختبارات، ولم تخل تلك الجلسات من مناقشات مطولة على ما سارت عليه الاختبارات وسط تحليلات وتوقعات، تنهيها النتائج التي ستفرض حالة من الفرح أو التعاسة في الأسبوع المقبل. وفي جدة لم يختلف الأمر أبداً، إذ أجمع طلاب كثيرون على سهولة الاختبار، إلا أنهم استرجعوا مرارة بعض الاختبارات الأخرى، يقول تركي الغامدي علوم طبيعية:?"لم أحصل على الدرجة الكاملة في أي مادة من مواد الاختبارات منذ أول يوم في الاختبارات على رغم أنني من الطلاب المتفوقين"، ويضيف:"أستنكر صعوبة وصيغة أسئلة الوزارة التي حطمت آمالنا وأحلامنا في النسبة". وعن اختبار مادة"الحديث"يقول:"الاختبار يمتاز بسهولته سوى السؤال الثالث الذي كان فيه نوع من الصعوبة". ويشاركه الرأي، في أسئلة الوزارة، حسام الغامدي طبيعي، الذي يقول:"الوزارة لا تريد لنا التميز بل تريد أن يكون للواسطة دور في الحصول على مقعد في الجامعة، وذلك حينما تنخفض نسبتنا في المواد، ولكن اختبار"الحديث"كان مِسكاً". واتفق فادي الصنعاني طبيعي معهم وزاد:"أود أن أؤكد أن مواد الرياضيات والفيزياء والانكليزي وعلم الأرض كانت جميعها تمتاز بصعوبة مذهلة"، مشيراً إلى أن"الوزارة حطمت آمالنا وجعلت لها ذكرى موحشة في نفوسنا". ويضيف آخر:"الوزارة لم تسمح لأن تكون آخر سنة، تضع فيها أسئلتنا، ذكرى جميلة في عقول طلابها، وشكراً لهم على ما يفعلونه بنا". لكن طلاب الشرعي يختلفون مع طلاب القسم العلمي، إذ أشار عدد من الطلاب إلى أن اختبارات هذا العام تميزت بالسهولة. يقول عبدالمجيد الغامدي:"بصراحة جاءت أسئلة كل اختبارات الشرعي من وجهة نظري في مستوى الطلاب. كانت متوسطة، ما عدا اختباري"الأدب"و?"البلاغة"اللذين جاءا فوق مستوى الطلاب، خصوصاً أن البلاغة اشتملت على أسئلة مثل: اذكر، اشرح، علل"... واتفق أصيل الشهري مع عبدالمجيد، بقوله:"إن الأسئلة جميعها سهلة بما فيها أسئلة"الحديث"اليوم، ما عدا مادة"البلاغة". وبالنسبة لطلاب العلوم الإدارية يقول ياسر باحسين:"إن معظم أسئلة الاختبارات الماضية جاءت متوسطة المستوى، ما بين السهل والصعب"، مشيراً إلى أن اختبارات الرياضيات، والمحاسبة، وإدارة الأعمال جاءت صعبة، وأنهم لم يتوقعوا أن يأتي أكثرها على صيغ"اذكر"ودرجاتها بنصف درجة. واعتبر أسامة هزازي إداري:"إن أسئلة الوزارة لهذه السنة لا تسمح بالتفوق، خصوصاً مادة مثل المحاسبة التي كانت معظم إجاباتها تعتمد على المعادلات"، مشيراً إلى أن أسئلة"إدارة الأعمال"كانت فوق مستوى الطلاب. على أي حال، انتهت الاختبارات وكان اليوم الأخير"مسكاً"بحسب حتى الطلاب الذين لم تعجبهم أسئلة هذا العام.