فاجأ السؤال الرابع في مادة الجيولوجيا طلاب القسم العلمي في قاعات الاختبار، فحتى المتفوقون لم يكونوا يتوقعون"الرسم"، ويقول الطالب حسام البلاسي 100 في المئة:"أربكني السؤال كثيراً، وتطلب مزيداً من الوقت كي أتوصل في النهاية إلى مقصده"، مضيفاً:"كانت هناك بعض الفقرات التي لا يجيب عنها إلا من ذاكر الكتاب غير مرة". وعلى رغم أن البلاسي من الطلاب المميزين، إلا أنه أقر بصعوبة الاختبار، معتبراً أن نسبة صعوبته لا تتعدى 10 في المئة، أما الطالب حسين الخميس 96 في المئة فيقول:"واجهت بعض الصعوبات، خصوصاً في السؤال الثاني". وعن قاعته يقول:"لم يكن هناك ما يدعو الطلاب للقلق"، مضيفاً أن"معظم الطلاب خرج بعد مضي نصف الوقت، بيد أن الطلاب المميزين بقوا حتى نهايته، ربما لأن بعض الفقرات مربكة وتحتاج للتأكد". وإذا كان الخميس من الطلاب الذين بقوا حتى نهاية الوقت، فالطالب هاشم الرمضان اعتبر اختبار الجيولوجيا سهلاً للغاية، وكان له رأي مختلف، يقول:"فرحت جداً لأني سأنال الدرجة الكاملة بإذن الله، فلم أترك سؤالاً، وتأكدت من صحة حلي بعد خروجي من القاعة". وعن خروجه من قاعة الاختبار يقول:"لما انتهى نصف الوقت سلمت ورقتي"، مستدركاً:"هناك طلاب لم يستطيعوا الخروج بسبب بعض الفقرات المربكة بالنسبة لهم"، ويضيف:"الوزارة أهدتني شخصياً هذه السهولة، وما كنت أتوقعها، وعلى العكس كنت قلقاً حتى أمسكت بورقة الاختبار فوجدتها في غاية السهولة". ويختلف بعض مدرسي المادة مع الرمضان، ويرون أن الاختبار لا يخلو من الصعوبة، وأن أسئلته جاءت في شكل ذكي، بحيث يُبين مستوى الطلاب وتفاوتهم. وإذا كان طلاب القسم العلمي أدوا اختباراً عادياً يميل للسهولة، كما أوضح أكثر الطلاب، فإن طلاب القسم"الإداري"اختلفوا عنهم، ويقول الطالب حسين البريه 90 في المئة عن اختبار مادة التاريخ:"الاختبار سهل للغاية، ولم نواجه مشكلات في أي فقرة من الأسئلة"، ويضيف:"بعد اختبارات الرياضيات والإنكليزي والمحاسبة لم يعد هناك ما يقلقنا"، مشيراً إلى تجاوز الطلاب لهذه المواد الدسمة بالنسبة لتخصصهم". بدوره أبدى مدرس المادة محمد علي ارتياحه لأسئلة الاختبار، ويقول:"هذا النمط من الأسئلة يريح ذهن الطالب، ولا يجعله متوتراً، لذا هي موفقة للغاية". من ناحية أخرى يبدو أن الأسئلة البديلة لمادة"علم الأرض"، والتي جاءت لإنقاذ ما حل بالأسئلة الأصلية بعد حادثة اليوم الذي سبق اختبار المادة، كانت فرجاً على الطلاب الذين احتفلوا فور خروجهم من القاعات. التذمر واليأس والحزن الذي سببته أسئلة هذه المادة في الأعوام السابقة، تحول إلى ابتسامة رضا وشكر وثناء هذا العام، فهذه المادة التي يصفها الطلاب"بالغريبة"، لا يصنفوها أثناء الدراسة على لائحة الصعوبة، إلا أنها ومع ذلك تتحول إلى غول مخيف في يوم الاختبار للصعوبة التي تميزت بها أسئلتها في السنوات الماضية. التحذير من إخبار الطلاب باستبدال الأسئلة الأصلية بنموذج بديل، جاء على لسان مشرفي الاختبارات التابعين لإدارات التعليم، بحجة أن مثل هذه الأنباء"قد تحدث إرباكاً وتشتيتاً لأذهان الطلاب وهو أمر سينعكس سلباً على أدائهم العام". سهولة الأسئلة لم تدفع الطلاب إلى البحث عن أسباب لتغييرها. يذكر أن إشاعات سرت عبر مواقع"الإنترنت"من تسرب الأسئلة، ويعلق الطالب حسن الطويرق على ذلك بالقول:"المهم أننا وفقنا في الحصول على درجات مساندة للمعدل البغيض"، مضيفاً:"كنا نعيش حالاً من الخوف من غموض هذه المادة التي تبدو في أيام دراستنا لها أنها مادة سهلة وغير معقدة، إلا أن الطلاب الذين سبقونا حذرونا من نكسة هذه المادة الغامضة، ولكن جرت الرياح بما نشتهي نحن، ولا يهمنا الأمور التي أدت إلى تسهيلها".