لم نفق بعد من الصدمات المتلاحقة التي تباغتنا، وجعلت كل فرد منا يفكر في بعض الاحتمالات التي قد تطرأ على حياته، فتجعله يخسر كل ما بناه خلال سنوات... الأمر يتعلق برغبات الآخرين ومزاجهم، إذا رضوا عنك تركوك لتحيا حياتك مع من اخترتها لتكون رفيقة دربك، أما إذا غمطوا عليك سعادة حياتك، فالباب الآن مفتوح وعلى مصراعيه للكيد لك، ولرفيقة حياتك لفض شركتكما الخاصة. أما عن الهدف من ذلك الكيد، فهو هدم أسرة بكاملها، وتشريد أفرادها من زوج وزوجة وأبناء وبنات، بحجة أن نسب الزوج المسلم ابن آدم وحواء لا يتكافأ مع نسب عائلة الزوجة بنت آدم وبنت حواء، وذلك على رغم أن الزواج تم، وأثمر أطفالاً ستظل هي والدتهم، وسيظل هو والدهم حتى تقوم الساعة. الخطير في هذا الموضوع ان رفع الدعوى ليس بسبب سوء أخلاق الزوج، أو انحراف سلوكه، أو إدمانه المحرمات، أو حتى فارق السن الكبير بينه وبين زوجته، على رغم أن عملية البيع والشراء لفتاة في عمر الزهور الى شيخ فوق السبعين، تتم بصورة عادية، وبمباركة المجتمع، ومن دون مجرد تذمر من فارق السن الكبير بين الاثنين، ما يعرض الزوجة الصغيرة للكثير من الضغوط النفسية والعاطفية والعقلية ولكن المجتمع يتغاضى ويلزم الصمت، ولا يسأل حتى عن مجرد ما إذا كانت الفتاة موافقة أو غير موافقة، لأن ذلك ليس من حقها في عرف المجتمع! أما عن الأخلاق فلا تسأل المدمن الذي يعرض حياة زوجته وأطفاله وشرفهم للخطر، إذ لا يمكن إثبات الضرر من إدمانه إلا إذا حكمت المحكمة بذلك، وبعد أن تصدر أمراً بالتقصي عن صحة إدمان الزوج لأن أهله ضد الزوجة، التي تعتبر في رأيهم المتعصب غير وفية وغير صبورة على خطر يتهددها وأطفالها من زوج مدمن... ثم تأتي مرحلة الوقت الذي يضيع في الاستفسار عن وضع الزوج وحالته، والمفروض أن تنتظر الزوجة، وتصبر على تلك الحال حتى يثبت للمحكمة الضرر، وربما يدركها الموت أو يموت أحد أطفالها قتلاً على يد أب مدمن، قبل أن تصل المحكمة إلى ما يثبت لها صحة اتهام الزوجة لزوجها بالإدمان الذي يهددها وأطفالها بأخطار كبيرة، أو حتى يوافق على العلاج. الخلاصة أن هذا التناقض في الاستجابة بين الحقوق والرغبات أفرز وسيفرز مشكلات عدة تنتج عنها سلوكيات غير مألوفة أخلاقياً واجتماعياً، منها تطبيق نظام حديث اسمه"نظام عدم ممانعة"، وهي شهادة طولها متر ونصف المتر على أقل تقدير من نسختين، فيها توقيع كل فرد من عائلة الزوج والزوجة على الموافقة على نسب، ولون، وعمر، وعمل، وسكن، وذوق وصوت كل من تسول له نفسه أو يفكر في إكمال نصف دينه، ويُمكن لكل من الزوجين الاحتفاظ بها في خزائن سرية في سويسرا لضمان عدم سرقتها! أما النصيحة الغالية فهي: إلغاء هذه الفكرة من أساسها، لأن الاحتمالات كافة واردة، والصبر والاحتساب عند الله أقل ضرراَ وأكثر مثوبة، من تأسيس أسرة سعيدة ثم تهدم! [email protected]