سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أبرزها عنابر سيئة جداً لا تتناسب مع المعايير الإنسانية ... ومبنى متهالك عمره 58 عاماً . جدة : "حقوق الإنسان" ترصد "ملاحظات سلبية" في مستشفى الصحة النفسية
رصد أعضاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عدداً من الملاحظات والسلبيات في مستشفى الصحة النفسية في محافظة جدة، أمس، وذلك خلال زيارة مفاجئة قام بها عدد من أعضاء الجمعية، برئاسة رئيس الجمعية الدكتور بندر الحجار، والمشرف على فرع الجمعية في جدة الدكتور حسين الشريف، والمدير التنفيذي للجمعية خالد نحاس، والعضو طلال قستي. وكان من أبرز السلبيات التي حضرت"الحياة"رصدها، قِدم المباني المخصصة لنوم المرضى"العنابر"التي يسكن فيها المرضى النفسيون، والتي يعود إنشاؤها إلى ما قبل 58 عاماً، إضافة إلى نقص الأسرة المخصصة للمرضى، كون مستشفى الصحة النفسية يخدم معظم محافظات منطقة مكةالمكرمة، وانعدام الاختصاصيين من الممرضين النفسيين في المستشفى، إضافة إلى غياب التنسيق بين مستشفى الصحة النفسية، والجهات الحكومية ذات العلاقة. وأوضح الدكتور الحجار أن أعضاء الجمعية دونوا ملاحظات عدة على مستشفى الصحة النفسية، أهمها قلة الأسرة المتوافرة في المستشفى إذ يبلغ عددها 128 سريراً، وهذا العدد لا يتناسب مع عدد السكان، خصوصاً أن الدراسات العلمية تشير إلى أن نسبة المرضى النفسيين في المجتمع يعادل 20 في المئة. ولفت إلى أن المباني الخاصة بالمرضى النفسانيين"العنابر"في حال سيئة جداً، ولا تتناسب مع المعايير الإنسانية، خصوصاً إذ عُلم أن تلك المباني أنشئت قبل 58 عاماً، وتحديداً في العام 1370، إضافة إلى نقص في كادر الممرضين الاختصاصيين في"التمريض النفسي"، كون هذا التخصص غير موجود في السعودية. وأشار الحجار إلى ضرورة التنسيق بين وزارة الصحة وبين جهات حكومية عدة مثل الشؤون الاجتماعية، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، للمشاركة في دعم المشاريع التي تهتم بالمرضى النفسيين، وقال:"تملك وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سيولة ضخمة، وهي وقف لأعمال الخير والبر، لذا يجب التنسيق مع الوزارة لتقديم الدعم والإسهام في مثل هذه المشاريع الصحية". وأضاف:"إن وزارة الشؤون الاجتماعية عليها أن تبادر لدعم المحتاجين من المرضى النفسيين، الذين لديهم الأحقية في الرواتب والمكافأة المالية من خلال الضمان الاجتماعي نظراً لظروفهم الصحية، إذ تظل معاملاتهم وقتاً طويلاً يصل إلى ما يقارب الثمانية أشهر من دون حلّ سريع للأسف الشديد، وهم في أمس الحاجة للمال، خصوصاً وأن المرضى يترددون على مستشفى الصحة النفسية من دون أن يتوافر لهم المال والمواصلات، وعدم قدرتهم على شراء الأدوية في حال عدم توافرها في المستشفى". وأكد الحجار أن على المستشفى توزيع نشرات تعريفية بالحقوق التي يكفلها لهم النظام، سواء للمريض أو الموظف في المستشفى، خصوصاً أن الوفد التقى خلال الزيارة بموظفين لا يعرفون حقوقهم المالية أو النظامية. وطالب بالاستفادة من المساحات الموجودة في المستشفى، وزيادة الأسرة بما يتناسب مع عدد السكان والنسب والمعايير العالمية، كما طالب وزارة الصحة بإتاحة الفرصة لكوادر التمريض السعودي للحصول على دورات في"التمريض النفسي"، لكي يتم تأهيلهم في هذا الاختصاص المهم. وأضاف الحجار أن هذه الزيارة، وغيرها من الزيارات المفاجئة، تدخل في إطار المهمات الأساسية للجمعية وأهدافها، ومنها التأكد من أداء الأجهزة الحكومية لمهماتها التي نصت عليها الأنظمة، إذ أن النظام الأساسي في السعودية أقر حق الإنسان في الرعاية الصحية، ومنها الرعاية الصحية النفسية. وألمح إلى أن الجمعية تلقت شكاوى عدة، سواء من المرضى أو ذويهم من سوء أوضاع المستشفى، إضافة إلى اطلاعها على ما تنشره وسائل الإعلام أيضاً في هذا الشأن، إذ أن من اختصاصاتها التأكد من تلك الشكاوى، كونها جهة غير حكومية ومحايدة، وترغب في أن يكون موقفها ذا صدقية، فلذلك لا تكتفي بما يصلها من شكاوى بل لابد من الوقف عليها مباشرة.