في سابقة هي الأولى من نوعها في شأن أوضاع المؤسسات الصحية الخاضعة لإشراف وزارة الصحة السعودية استبقت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الوزارة في إصدار تقرير عن أوضاع مستشفى الصحة النفسية"شهار"في محافظة الطائف. وكشفت الجمعية من خلال زيارة قامت بها لجنة تضم المشرف على فرع الجمعية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف، ورئيسة لجنة الأسرة في الجمعية الجوهرة العنقري، والسكرتيرة التنفيذية للقسم النسائي في الجمعية صفاء الهوساوي للمستشفى، وجود العديد من أوجه القصور في الخدمات المقدمة إلى نزلاء المستشفى ضمنتها اللجنة جميعها في تقرير مفصل، اشتمل على رصد جميع الإيجابيات والسلبيات، ونواحي القصور في عمل الجهازين الفني والإداري في المستشفى. وتأتي الزيارة بعد الضجة المدوية التي حدثت عند نشر الصحف المحلية لصور مسيئة لآدمية نزلاء المستشفى، وإلى الاطلاع على نظام العمل فيه، وكشف نظام مزاولة مهنة الطب البشري، ونظام الحجر الصحي، والتدابير الصحية للوقاية من الأمراض السارية، ونظام المؤسسات الصحية الخاصة، إلى جانب الوقوف على حال المرضى، وبيئة وخدمات المستشفى، وأوضاع النزلاء فيه من الناحيتين الصحية والإنسانية. وخرجت اللجنة بتقرير مفصل عن مستشفى الصحة النفسية في محافظة الطائف، ووصف المستشفى بأنه على مستوى عال، إذ أن عمر المبنى 44 سنة، ورمم أكثر من مرة، وتتكون الأجنحة الرجالية فيه من 16 جناحاً، إضافة إلى وجود خمسة أجنحة للقسم النسائي، وتبلغ طاقته الاستيعابية 690 سريراً منها 150 يشغلها القسم النسائي. وتتراوح حالات نزلاء المستشفى بحسب التقرير بين وجود حالات حادة في الفصام والاكتئاب النفسي وحالات المرض العقلي والحالات المزمنة التي لا يرجى شفاؤها، ومن المرضى المعالجين الذين يرفض ذويهم تسلمهم على رغم شفائهم، إضافة إلى عدد من المرضى من خارج المنطقة، إذ يقدر عددهم من 70 إلى 80 مريضاً من منطقة الرياض فقط. وكشف التقرير في تناوله للكادر الطبي أنه يتكون من 50 طبيباً ثمانية منهم سعوديون، وعدد الممرضين 375 ممرضاً منهم 130 ممرضة من جنسيات مختلفة، فيما بلغ عدد الاختصاصيين الاجتماعيين من 14 إلى 16 منهم اختصاصيتان اجتماعيتان. وظهر في التقرير، أن الايجابيات المتوافرة في المستشفى تشمل توافر عوامل حسن استقبال المرضى، كما أن موقعه ونظافته والناحية الأمنية فيه تعد جميعها مقبولة. ولم تلاحظ اللجنة وجود تكدس لأعداد المرضى، وذلك يعود بحسب التقرير إلى التناسب الملاحظ بين أعداد المرضى والطاقة الاستيعابية للمستشفى، مع ملاحظة التعامل الجيد من الأطباء للنزلاء كافة. ومن أبرز السلبيات التي رصدتها اللجنة في المستشفى مطبخ التوزيع الذي يحتاج لعناية ونظافة أكثر، ورداءة دورات المياه والأبواب غير الصالحة مطلقاً، وأسرة وفرش المرضى التي تحتاج إلى تغيير، كما أن ملابس النزلاء تحتاج إلى خصوصية تتناسب مع وضعهم الصحي، وتغييرها بشكل منتظم. كما كشفت اللجنة عن وجود عيوب في الأجهزة الطبية والمكتبية التي تحتاج إلى تجديد عاجل، مع ندرة في وجود وسائل الاتصال للنزلاء، وقلة الأطباء مقارنة بعدد النزلاء من المرضى. كما سجلت اللجنة شكوى الموظفات العاملات في المستشفى من وجود عجز في عدد العاملات، ومطالبتهن أيضاً بحضور الاجتماعات الشهرية مع المسؤولين في المستشفى، إضافة إلى شكواهم من انخفاض رواتب المستجدات وتوقف العلاوات السنوية والترقيات، وعدم ترسيم الموظفات العاملات في المستشفى الذين يعملن بعقود مع شركات خاصة.