الزمن كفيل بكل شيء. هو طاهٍ ماهر ينضج الأشياء ويطورها. هو قانون لا يوقفه أحد. تعرف ذلك أنت كما تعرفه الأشجار، فهي في كل مواسمها ترتبط بالزمن ويعرفها العنقود، فالعنب زمن الكرمة وتعرفها الفصول، لأنها وجوهها الأربعة. أيضاً الزمن ينحت الصخور ويحفر للأنهار مجراها، يخبئ الرعود والبراكين والزلازل، يحافظ على بذور الأرض كلها ليطلقها شجراً وزهراً وظلاً كل عام. الزمن بلسم لا مثيل له للجراح العميقة، فهو يستطيع أن ينثر الرماد على الجمر المتوقد، وقد لا يستطيع إطفاء تلك الجذوة، ولكنه يجعل نارها برد الذكريات. يقول ابن حزم الأندلسي إن الزمن يجعل القبيح جميلاً ويغيّر من طبيعة الأشياء، الحب له علاقة أخرى بالزمن، فبوحه له توقيت خاص، يفسد إذا تقدم ويفسد إذا تأخر أيضاً. الزمن جريء لا يخجل، إنه الساعة التي لا تتوقف، وقد يستطيع الإنسان الفرار من مكان ومن حالة ما، إلا أنه لا يستطيع إطلاقاً أن يفلت من إسار الزمن. الزمن يكشف الأكاذيب أيضاً، فهو أقوى من أجهزة كشف الكذب، يعي الحقائق ويمتحن الأصدقاء ويعطي النتائج في أدق صورة. الزمن لا يمر على الجماد، الصخرة خارج الزمان، البحر خارج الزمان، الجبل خارج الزمان، الزمان هذا هو للأحياء منا نبات وبشر وحيوان. إذا كان الزمن عاملاً مهماً في التطور البشري، فإنه ليس وحده الذي نتّكل عليه في إحداث التغييرات الإيجابية المطلوبة، وعلينا أن ندفع به بعمل دؤوب وحب صادق وعطاء مخلص، لكي نضيف إلى سرعته سرعة منا وإلى تأثيره تأثيراً آخر مع صحة المعلومة. أن بعض الأمور لا يمكن مسابقة الزمن فيها، كما لا نستطيع قطف التفاح قبل أوانه. ما دمنا لا نستطيع إيقاف هذا الطارق الذي لا يكل، فَلِمَ لا نملأ زماننا وأيامنا فهي السلاح الوحيد الذي تبقى لنا في مواجهة هذا الزمن؟ عندما كتبت كلمة"سلاح"تراجعت عن حال الحرب التي تسكننا وفضلت أن أقول:"لِمَ لا نصادق الزمن ونصالحه بملء أيامه ولياليه؟". كفانا حرباً مع أنفسنا... مع الآخر ومع الزمن. خلف الزاوية لم أحمل هماً بحياتي أو أعرف معنى المأساة فبداياتي كانت فرحاً والسعد يعد نهاياتي حتى أحببتك يا رجلاً وبدأت تغير عاداتي فغدوت أسيرة أحزاني وغرقت ببحر ضياعاتي [email protected]