المرأة تريد أن تبقى حيث هي مهما احبت الانطلاق فهي تفضل الاستقرار، يبقى الرجل لقمتها وبيتها وسعادتها. الرجل يريد ان ينطلق، هو الجوال الهائم على وجهه في الارض. المرأة تريد ان تستند الى حائط ما، ان تقف على أرض ما، أما الرجل فيريد ان يكون السند وأن يكون الجدار الذي تتكئ عليه. المرأة تذوب شوقاً وهياماً الى المدينة التي تعرفها والحارة التي صادقتها، بينما الرجل يتوق شوقاً الى شيء لا يستطيع الامساك به ويغوص شوقاً الى مدينة لم يعرفها بعد. المرأة تتعلق بالماضي ولا تطوي صفحاته الا ان الرجال لا يلتفتون الى الوراء. المرأة تهاجر صوب الأرض والرجل صوب السماء. المرأة شجرة تحتل حيزاً من المكان وشيئاً من الافق. تولد وتموت في دائرتها الصغيرة. والرجل يحب فكرة الأمكنة ويكرة فكرة المكان. المرأة كالسمكة لا تسبح الا في بحرها، والرجل يسبح ما بين الحلو والمالح من المياه. الرجل طير مهاجر. المرأة عصفورة تعود الى عشها يعذبها الحنين فتضم بأجنحتها السماء الأولى والمكان الأول. المرأة تبكي على الصدر الذي ترتاح عليه. والرجل يعذبه البكاء على أي صدر كان. المرأة تملك حلماً واغنية وترى نفسها من خلالهما. والرجل لا يرى نفسه الا في مرآة ذاته. الرجل يجد ان الأشجار مملة لأنها تخلع ثوبها وتعود لترتديه من جديد، ولذا فهو يبحث يوماً عن شجرة ويوماً عن زهرة ويوماً عن شجيرة ويوماً آخر عن عشبة. المرأة تحب السفن العائدة والرجل يحب السفن المغادرة. المرأة تحب الخريف حين يريق ألوانه على السفوح. والرجل يحب الصيف حين تحرقه الشمس، فيلجأ الى ظل غصن يحتمي تحته من قيظ الظهيرة. يلجأ اليها. كم هي قوية هذه المرأة لكنها لا تدري. كم ضعيف هو الرجل لكنه لا يدري. خلف الزاوية أنا جزيرة حب كنت نائية ما زارها يوماً طير ولا بشر حتى وصلت وفيها جلت مكتشفاً فأزهر رملها واخضوضر الحجر [email protected]