بدأت إدارة النصر تخطيطها باكراً لاستحقاقات الموسم الكروي المقبل على غير العادة، وأنجزت بعض الصفقات الكروية الرائعة، وتخلصت من مشكلتها الأزلية التي كانت تعاني منها، وتحطم بها جماهيرها الكبيرة والغفيرة في كل عام، وهي ضعف الموارد المادية وخلو خزانتها من أية مبالغ تمكنها من إبرام تعاقداتها وصفقاتها المنتظرة مع المدربين الأكفاء والمحترفين الأجانب المميزين واللاعبين المحليين البارزين، وكأنها استوعبت درس الماضي المرير، واستفادت من جميع الأخطاء التي كادت تقود"العالمي"إلى السقوط الكوارثي لدوري أندية الدرجة الأولى بعد النتائج الضعيفة والمستويات الفنية الهزيلة التي قدمها الفريق في منافسات الموسم الرياضي الماضي. وفاجأت إدارة النصر محبي النادي وعشاقه في كل مكان بتحركاتها الإيجابية الأخيرة، وسلسلة صفقاتها الكروية المثيرة، التي تمت وسط سرية تامة، وبعيداً عن أعين الإعلاميين حتى اكتملت فصولها التفاوضية، لتكون بمثابة المفاجآت السعيدة والبشائر السارة لجماهيره، التي تفاعلت كثيراً مع خطوات الإدارة بقيادة رئيسها الأمير فيصل بن عبدالرحمن ونائبه الوليد بن بدر والمشرف العام على الكرة طلال الرشيد، وأشادت بوقفة أعضاء الشرف الأوفياء الذين دعموا هذه الصفقات وسهلوا إكمالها، سواء بالمادة أم بالرأي والمشورة وإقناع أطراف التفاوض الأخرى. وتأتي صفقة اللاعب المبدع والمحور المتمكن عبدالله الواكد من أهم الصفقات الكروية التي كسبها"العالمي"في السنوات الأخيرة، إذ يتمتع اللاعب بإمكانات فنية عالية وقدرات بدنية هائلة، وحس كروي رفيع وهدوء لا مثيل له، وقدم قوية تعرف طريق المرمى جيداً من مواقع مختلفة، وقدّم الواكد في الموسم الماضي أجمل مستوياته الأدائية، وسجل حضوراً فنياً لافتاً مع فريقه السابق الاتحاد، وكان أحد أهم الأوراق التي استند عليها المدرب ديمتري في لقاءاته المتوالية في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وآخرها أمام الوحدة في جدة، على اعتبار أنه غاب عن النهائي بسبب حصوله على ثلاث بطاقات صفر. ونجحت إدارة النصر في ضم لاعب الوسط الأيسر في فريق الفيصلي عبده برناوي، الذي خطف الأنظار مع فريقه ونال إعجاب النقاد والرياضيين، بفعل مهاراته الكبيرة ولمساته الجميلة وتسديداته القوية المفاجئة، وأهدافه التي سجلها وحسم بها نقاطاًعدة لمصلحة فريقه، وهو دعامة قوية وحقيقية للجهة اليسرى من متوسط الميدان في الفريق النصراوي. واستطاعت إدارة النصر كذلك حسم موضوع انتقال هداف فريق أحد الشاب ريان بلال بعد منافسة قوية مع بعض الأندية الكبيرة، إذ يمتلك اللاعب موهبة المهاجم الهداف القادر على هز شباك الخصوم، ويعتبر مكسباً كبيراً للمقدمة الصفراء، التي عانت كثيراً من عدم وجود الهداف الحقيقي، الذي ينهي الهجمة ويترجم الفرصة إلى داخل المرمى المنافس مع الهداف سعد الحارثي، على رغم اجتهادات المشعل والبيشي والشهراني في الأوقات السابقة. وكانت إدارة النصر أنهت صفقة من العيار الثقيل في منتصف الموسم الماضي بتعاقدها مع مدافع فريق الاتفاق أحمد البحري، الذي أضاف قوة مضاعفة إلى الجدار الخلفي في الفريق النصراوي، وكان سداً منيعاً لمهاجمي الفرق في اللقاءات التي لعبها، ما جعله يعود سريعاً إلى قائمة"الأخضر"، الذي يستعد هذه الأيام للمشاركة في نهائيات كأس أمم آسيا التي ستقام في أربع دول آسيوية. وتترقب الجماهير النصراوية وبشوق كبير إعلان إدارة ناديها إكمال التعاقد مع مدير فني قدير يقود الفريق إلى منصات التتويج بدلاً من البرازيلي باتريسيو، الذي اتضح أن إمكاناته التدريبية محدودة، ولا ترقى إلى طموحات أنصار العالمي، وكذلك جلب ثلاثي محترف من أعلى طراز، يعيد ذكريات خوليو سيزار وحسين اسميجاني وأوهين كندي ويوسف فوفانا وموسى صائب وتينيريو، وغيرهم من المحترفين الأجانب الذين ما زالت ذكراهم محفورة في أذهان النصراويين، وإن حدث ذلك فسيكون"العالمي"من أقوى الأندية المرشحة لصعود منصات التتويج، ومن أبرز وأميز الفرق المنافسة على تحقيق الألقاب والإنجازات والبطولات، وكتابة مجد نصراوي جديد يعيد ملاحم الذهب التي غابت عن النادي أكثر من عشر سنوات، ويسعد الجماهير الكبيرة والوفية التي أذهلت النقاد والمحللين والمراقبين في الأعوام الأخيرة.