أكد المدير العام لإدارة وقاية المزروعات في وزارة الزراعة فهد بن محمد آل ساقان ل?"الحياة"، أمس، أن تقارير منظمة الأغذية والزراعة الفاو، والتقارير الصادرة من المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي في اليمن، عن انتشار الجراد، تفيد أن الوضع في اليمن خطر بسبب الجراد، ومن المحتمل اتساع رقعة الإصابة، وتكوين أسراب لغزو الدول المجاورة، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، نتيجة قلة الإمكانات في اليمن. وكشف آل ساقان أن من المحتمل أن تتعرض مناطق التكاثر الشتوي الممتدة من جازان إلى أملج شمالاً لهذا الغزو في نهاية أيلول سبتمبر وبداية تشرين أول أكتوبر المقبلين من عام 2007. وقال:"تعمل الوزارة حالياً على وضع خطط وبرامج الاستكشاف والمكافحة والحصر البيئي، ومراقبة المواقع التي يحتمل دخول أسراب الجراد إليها خلال فترة الموسم الشتوي المقبل". ولفت إلى أن مناطق سعودية عدة تعرضت لغزو أسراب الجراد في الموسمين الماضيين الشتوي والربيعي من آذار مارس إلى حزيران يونيو 2007، واستنفرت وزارة الزراعة الإمكانات والجهود كافة لمواجهة غزو أسراب الجراد، في كل من: مناطق جازان، وعسير، والباحة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وحائل، ومحافظات الطائف، ووادي الدواسر، وعفيف، وشقراء، والدوادمي، وتمت مكافحة أسراب الجراد وبقع الدبا. وأشار آل ساقان إلى أن الوزارة واجهت هذا الغزو من خلال توزيع أكثر من 100 فرقة استكشاف ومكافحة في معسكرات متعددة في مناطق العمليات، ونشر خمس طائرات، ثلاث منها مجنحة واثنتان مروحية"على عدد من المهابط في كل من صبيا، والقنفذة، والليث، والعابدية، وساجر، وخيبر، مؤكداً أنه تم استخدام أجهزة اتصالات حديثة تنقل المعلومات من مناطق عمل الفرق إلى مواقع اتخاذ القرارات عبر الأقمار الاصطناعية، واستخدام أفضل أنواع الأجهزة الحديثة في عمليات المكافحة، كما تم استهلاك كمية كبيرة من المبيدات المتنوعة في العمليات التي جرت. وشدد المدير العام لإدارة وقاية المزروعات أن الوزارة مستعدة في شكل تام لمواجهة أي غزو للجراد، بفضل الجهود والإمكانات التي وفرتها الحكومة السعودية، وتوجيهات وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، والمتابعة المستمرة من وكيل الوزارة لشؤون الزراعة عبدالعزيز الشثري، وتعاون معظم قطاعات الوزارة، والإدارات العامة للزراعة وفروعها. وأكد أن هذه الإمكانات والمتابعة أسهمت في تنفيذ الخطط التي وضعها المركز الوطني لمكافحة وأبحاث الجراد للتصدي لغزو أسراب الجراد في الموسمين الشتوي والربيعي، حماية المحاصيل الزراعية والمشاريع الاقتصادية من ضرر الجراد. وكان المركز الوطني لمراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي في اليمن أعلن، أول من أمس، أنه تلقى بلاغاً بغزو أسراب جديدة من الجراد محافظتي الجوف ومأرب شمال اليمن على الحدود السعودية، وتقدر كثافته بنحو 100 جرادة في الشجرة الواحدة، وغطى مساحة تتراوح بين 20 إلى 50 هكتاراً بحسب المعلومات الأولية، ويتوقع ازدياده في غضون الأيام المقبلة. وقال المركز:"إن خطورة الجراد في تلك المناطق تكمن في كونه جراداً طائراً يمنع مكافحته، تفادياً للإضرار بالمواطنين الذين عادة ما يتناولونه، إذ يستخدم في كثير من المناطق كوجبات غذائية". ورجح أن يكون الجراد الغازي"من الطور المتجنح"قد انتقل من طريق الرياح القوية الشرقية من مناطق ثمود بحضرموت أو سيحوت بالمهرة"شرق اليمن".