تبدأ وزارة التربية والتعليم اليوم تقويم مشروع المدارس الرائدة، الذي تشارك في تنفيذه عدد من الإدارات التعليمية، تمهيداً لتعميمه على جميع المناطق، وذلك من خلال ملتقى"المدارس السعودية الرائدة في المملكة... الواقع والطموح"، الذي تستضيفه الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين في منطقة المدينةالمنورة، وتستمر فعالياته ثلاثة أيام. ويهدف برنامج المدارس الرائدة إلى تكوين نموذج مطور لمدرسة المستقبل، يتميز بالمرونة والقابلية على التكيف والتطبيق، ويشمل ذلك البناء النظري، والأدوات اللازمة التي تكوّن حقيبة متكاملة جاهزة للتطبيق والتعميم. وطبقت وزارة التربية تجربة المدارس الرائدة خلال ثلاث سنوات في عدد من المدارس المنتقاة بعناية، وخصصت السنة الأولى للتهيئة واستكمال البنية التحتية التقنية للمدارس، وإعداد الكوادر البشرية لإدارة هذه المدارس، فيما خصصت السنتان المتبقيتان لتطبيق التجربة ميدانياً. ولخصت الوزارة أهداف المشروع في تكوين نموذج تطويري للمدارس مرن وقابل للتطبيق ينطلق من أسس السياسة التعليمية، وتكوين مفهوم الجودة ومعايرة عمليات التعليم والتعلم، وتطبيق مقاييس مقننة داخل البيئة المدرسية، وتطبيق مفاهيم الإدارة بالأهداف، وجعل الإدارة المدرسية وعملياتها موجهة نحو تحقيق أهدافها وفقاً لمعايير محددة بإدارة ذاتية وفي إطار من المسؤوليات والمحاسبية. كما تضمنت أهداف المشروع توظيف التقنية وأدواتها ووسائلها في مجال الوسائط المتعددة والمعلوماتية وشبكات الاتصال داخل الفصل وأقسام المدرسة وإدارتها، وتطبيق وثيقة المنهج المطورة في إطار يشتمل على معايير تحقق المخرجات التعليمية، وإحداث توازن بين القيم والمعارف والمهارات والخبرات لتعزيز تفاعل المتعلمين العلمي والاجتماعي وليس ضمن البيئات التعليمية والمجتمعية، وأخيراً تطوير مفهوم إدارة التعلم الصفي وتطبيق مفهوم الشراكة بين المعلم وجميع فئات المتعلمين في مشاريع تعليمية محددة الأهداف والوسائل يكون المتعلم فيها محور الارتكاز. وقسمت الوزارة تطبيق البرنامج إلى أربع مراحل، هي مرحلة التحضير وبناء الإطار النظري، ومرحلة تطوير النموذج خلال التنفيذ، ومرحلة التقويم والتوثيق، وأخيراً مرحلة التخطيط لتوسيع نطاق التطبيق، وهو ما تسعى إلى تحقيقه حالياً من خلال انعقاد هذا الملتقى في المدينةالمنورة، خصوصاً وأن خطط تطبيق المشروع تضمنت اعتماد ثلاثة مستويات لتقويم التجربة، هي التقويم الذاتي من داخل المدرسة، والتقويم العام، الذي يشمل تقويم جميع العناصر والجوانب ذات العلاقة بالعملية التعليمية في المدرسة الرائدة من قبل إدارة التعليم، والتقويم الخارجي، المعني بتقويم مدى تحقيق الأهداف العامة لبرنامج المدرسة الرائدة، وتتولاه الإدارة العامة للقياس والتقويم في الوزارة أو أي جهة أخرى متخصصة. إلى ذلك، أوضح المدير العام للتربية والتعليم الدكتور بهجت بن محمود جنيد، أن انعقاد هذا الملتقى في المدينةالمنورة يأتي في سياق جهود وزارة التربية والتعليم لتقويم هذا المشروع والتوسع في نشره وتطبيقه. وأشار الدكتور جنيد إلى أن المتحدث الرئيس في الملتقى هو عضو مجلس الشورى ووكيل وزارة التربية والتعليم السابق الدكتور خالد بن إبراهيم العواد، مشيراً إلى أن المنطقة أكملت استعداداتها للترتيب لهذا اللقاء عبر العديد من اللجان الاختصاصية. من ناحيته، أفاد المدير العام للإشراف التربوي في الوزارة الدكتور غانم الغانم، أن اللقاء الذي ستشارك فيه عدد من إدارات التربية والتعليم للبنين والبنات المنفذة للمشروع، سيناقش خلال فترة انعقاده وعبر أوراق عمل محاور عدة وهي: واقع المدارس الرائدة في المناطق المنفذة للمشروع، والمقارنة بين عمل القائد التربوي ومدير المدرسة، وتجربة المدارس الرائدة في تنمية المهارات وتعزيز الخبرات، وتجربة المدارس الرائدة في الإرشاد المدرسي. كما سيشارك عدد من الاختصاصيين في إلقاء مجموعة من المحاضرات، وسيقوم المشاركون في الملتقى بزيارة عدد من المدارس الرائدة.