يرتبط المصابون بالسمنة في السعودية بعلاقة حميمة مع"الثوب"و?"العباءة"الزي الرسمي لأهل البلاد اكثر من غيرهم من السعوديين. إذ يجد أصحاب الوزن الثقيل فيهما حلاً موقتاً للظهور بشكل لائق أمام الآخرين، لاسيما ان مشكلة ال?size الملائم عند اختيار الملابس تؤرقهم كثيراً. ولا يتعارض ما يلبسه"السمان"في السعودية مع المثل العربي الدارج"كل ما يعجبك... والبس ما يعجب الناس"، فالرجل السمين يستطيع أن يبدو مرتباً وربما أنيقاً وهو يخفي خلف"الثوب"معالم زيادة الوزن غير المرغوبة، والأمر ذاته ينطبق على المرأة السمينة إذا ما ارتدت العباءة. وإن تضايق بعض السعوديين والسعوديات من ثقل الحركة بالثوب والعباءة فضلاً عن ال?traditional look أو المظهر التقليدي، فإنهما يبقيان نعمة على السعوديين لا يشكرها إلا من اضطر لغيرها من المصابين بالسمنة. فلن يختنق السمين من ربطة العنق ولن يفشل في البحث عن مقاسه"المستحيل"، ليدفع أجرة مقاس"طلبية خاصة"كما هي حاله في معظم دول العالم. هذا إذا ما تجاوزنا مشقة ربط حزام البنطلون وتكرار إعادة ربطه."اذا وفق الرجل السمين في اختيار خياط ممتاز، فإنه يستطيع أن يخفي الكثير من عيوب جسمه، ويكون مظهره مناسباً على الأقل في المناسبات الرسمية، وفي الشارع أمام الآخرين". هكذا يتحدث"السمين"علي عبدالرحمن عن تجربته مع الزي السعودي الرسمي، أما اذا وصل عبدالرحمن إلى منزله، فإن فضل الثوب ينتفي على حد وصفه،"منزل الإنسان هو مملكته ويستطيع أن يلبس فيه ما يشاء، وبالطبع فالثوب لبس ثقيل، أتخلص منه حتى لو بانت آثار السمنة من دونه". في المقابل فإن النساء الثقيلات، وهن الأحرص على الأناقة وإخفاء العيوب، يجدن في العباءة ضالتهن لاسيما أن المرأة تحتمل النقد في كل شؤونها باستثناء مظهرها. ولعل في قصة بعض الصحافيات العربيات اللاتي تواجدن في العاصمة السعودية الرياض لتغطية فعاليات القمة العربية الأخيرة، ما يعزز ذلك خصوصاً أن النساء الأجنبيات يجبرن على لبس العباءة. إذ ردت إحداهن على إعجاب زميل بمظهرها الجديد بأنها،"تحسد النساء في السعودية، وفضلاً عن مظهر العباءة اللافت خصوصاً الموديلات الحديثة، فهن لا يشغلن بالهن كثيراً باللبس الذي ستحضر به محفلاً كالقمة العربية"، مشيرةً إلى أن النساء السمينات معنيات بفضل العباءة عليهن أكثر من النحيفات أو ذوات الجسم المعتدل. ولهذا فإن باعة العباءات يحرصون على أن يتوافر لديهم عدد كاف من المقاسات الكبيرة، على رغم أن زبوناتها أقلية على حد قول البائع من الجنسية الهندية شانوتها،"نحو 75 في المئة من الزبونات يشترين المقاس المتوسط، الذي يتراوح بين 25 و28، علماً بأن المقاس الأكبر هو 31". موضحاً بأن لديه في المحال عباءات بمقاسات خاصة للسمينات"يصل عرضها إلى 24.5 إنش وال62 إنش للطول". غير أنه يؤكد أن هناك مقاسات أكبر من ذلك تصلهم في أحيان نادرة ويلبونها بطلبية خاصة. العلاقة الحميمة بين السعوديين"السمان"وزيهم الرسمي لا تتعدى حدود الوطن والأرقام القادمة من أندية الرياضة وصالات التخسيس، تثبت أن الإقبال في موسم الصيف يتضاعف أكثر من مرة بهدف رمي الثوب في طائرة السفر. وطبقاً لما جاء على لسان اختصاصية التخسيس من الجنسية الإسبانية غزلان في حديث سابق ل?"الحياة":"أعداد المنتظمين في نادي التخسيس تتضاعف بشكل كبير قبل الإجازة الصيفية بنحو أربعة أشهر، وتقول:"في الأيام العادية تتراوح أعداد مرتادي النادي بين 20 و25 زائراً من الرجال والنساء، ولكن العدد في الفترة الأخيرة يصل إلى 75 زائراً وربما أكثر، غير أن الصالة لا تتسّع لأكثر من ذلك". لافتةً إلى أن المسافرين إلى أوروبا واميركا سيضطرون إلى التخلي عن الثوب والعباءة ويريدون أن يكونوا مميّزين. غزلان التي عملت في هذا المجال سنين عدة في إيطاليا، لم تجد اختلافاً كبيراً بين البلدين، وتوضح:"السعوديون يملكون مؤهلات عالية لدخول عالم الرشاقة، ولا أبالغ إن قلت إنني صادفت سعوديات يملكن من مواصفات الجمال ما يؤهلهن لمنافسة حسناوات العالم، وكل ما يحتاجه الناس هنا هو الانضباط الدائم في نظام الحياة اليومية فحسب".