أنقذ عفو أولياء دم رقبة قاتل في الطائف من تنفيذ القصاص بعد تلاوة بيان الحكم الصادر في حقه. وكانت ساحة القصاص المجاورة لجامع الملك فهد على طريق الهدا ? مكةالمكرمة، شهدت احتشاد نحو ألفي شخص من شيوخ وأعيان وأهالي الطائف حينما نزل السياف محمد البيشي إلى الساحة لتنفيذ الحكم الشرعي في الجاني بندر خلف الله الطلحي الهذلي، في انتظار انتهاء المداولات في شأن قضية العفو. وانتهت المساعي التي قادها أعضاء لجنة إصلاح ذات البين في الطائف، من خلال ترغيب أولياء الدم في عتق رقبة الجاني في لحظاته الأخيرة في الدنيا بتجاوب أشقاء المجني عليه محمد غابش مطير السفياني، الأربعة وهم: ضيف الله، دخيل الله، عبدالله، وأحمد الذين تقدموا في اتجاه الجاني ووضعوا أيديهم على رأسه معلنين تنازلهم لوجه الله تعالى عن قاتل أخيهم. وأسهم إعلان العفو في انطلاق تكبيرات الحشود التي تجمعت في ساحة القصاص، والتي فوجئت بهذا التجاوب من ذوي الدم، خصوصاً وأنهم كانوا يتمسكون حتى اللحظات الأخيرة بموقف ثابت من عدم التنازل، ومصرين على تنفيذ حد القصاص في الجاني حتى إحضاره لساحة تنفيذ الحكم، ما يشير إلى مقدار الجهد الذي بذلته اللجنة لعتق رقبة الجاني. وأجرى محافظ الطائف رئيس لجنة إصلاح ذات البين فهد بن عبدالعزيز بن معمر، اتصالاً بذوي الدم المتنازلين في ساحة القصاص، وشكرهم على موقفهم النبيل الذي يوضح مدى شهامتهم، إذ أنهم رفضوا الملايين وكل ما عرض عليهم في مقتل أخيهم، مفضلين أن يكون تنازلهم لوجه الله تعالى، داعياً الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم، وأن يعوضهم خيراً في فقيدهم. كما وجه ابن معمر شكره لجميع أعضاء اللجنة على جهودهم المتواصلة للإصلاح والسعي الحثيث لعتق رقبة الجاني من حد السيف، وقال:"إن ما يقدمونه ليس بمستغرب عليهم، وكانت لهم مواقف عدة في قضايا الدم، وتمكنت اللجنة بجهودها من تكثيف مساعي العفو وحل العديد من القضايا". وأوضح سكرتير لجنة إصلاح ذات البين في الطائف أحمد بن حسن الزهراني، أن هذه قضية الدم الثالثة التي استطاعت اللجنة اقتناص التنازل فيها خلال شهر واحد، مشيراً إلى أن الجناية وقعت قبل سبع سنوات في خلاف عادي تطور إلى القتل. وأشار الزهراني إلى دور التوجيهات السامية ومساعي أمير منطقة مكةالمكرمة الراحل الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز ? يرحمه الله ?، والمتابعة المستمرة من محافظ الطائف الذي كان يتواصل مع أعضاء اللجنة حتى الدقيقة الأخيرة والحصول على العفو بحمد الله، وقال:"إن اللجنة التي حضرت لساحة القصاص ضمت كلاً من مدير شرطة الطائف اللواء مساعد بن ناهس اللهيبي، والدكتور عبدالله الزير، والمدير العام لسجون المحافظة العميد خلف القرشي، والدكتور أحمد بن موسى السهلي، إضافة إلى سكرتارية اللجنة". من جهته، أعرب والد المعفو عنه خلف الله الهذلي، عن شكره لأشقاء المجني عليه، وقال:"إن هذا الموقف يجسد إنسانيتهم وحبهم لفعل الخير"، ودعا الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم. وقدم الهذلي شكره وتقديره لمحافظ الطائف وأعضاء اللجنة كافة على ما بذلوه من جهود على مدار السنوات الماضية، فيما أعلن الجاني بندر الهذلي ندمه على ما فعله وتقديره لأشقاء المجني عليه وتوبته النصوح، معرباً عن شكره لكل من وقف معه في محنته.