تنفيذاً للتوجيهات السامية الكريمة من ولاة الأمر حفظهم الله القاضية بنظر لجان إصلاح ذات البين في قضايا القتل وعرض وجاهتهم حفظهم الله ورغبتهم على أولياء الأمر بالتنازل لوجه الله الكريم عن الجناة طلباً للأجر والمثوبة بدون إكراه وتمشياً مع هذه التوجيهات فقد وجه صاحب السمو الملكي الأمير/ خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بالنظر للجنة إصلاح ذات البين بمحافظة الطائف في قضية مقتل هاشم علي أحمد مجرشي على يد الجاني ماجد إبراهيم الضامري إثر مضاربة شبابية أسدى فيها الجاني طعنة بسكين إلى المجنى عليه أودت بحياته والتي صدر فيها حكم شرعي يقضي بقصاص الجاني خلال هذا الشهر. وعقدت لجنة إصلاح ذات البين بمحافظة الطائف برئاسة معالي محافظ الطائف ورئيس اللجنة الأستاذ/ فهد بن عبد العزيز بن معمر وحضور عدد من أعضاء اللجنة منهم الدكتور/ احمد السهلي والدكتور/ عبد الله الزير والشيخ/ عبد الرحمن الجهني واللواء م.محمد الغالبي واللواء م. عبدالإله العوفي والعميد/ خلف القرشي والعقيد/ عبد الله القحطاني وسكرتير اللجنة الأستاذ/ أحمد حسن الزهراني. وحضر الاجتماع والد المجني عليه/ علي أحمد المجرشي وشقيقا المجني عليه محمد وبندر وقريبهم علي عبد الله محبوب وفي البداية عرض معالي محافظ الطائف لأولياء الدم رغبة ولاة الأمر ووجاهتهم لدى أولياء الدم للعفو عن الجاني وتوجيهات سمو أمير المنطقة بذلك طلباً للأجر والمثوبة مبيناً أن ذلك نهج اتخذه ولاة الأمر قبل تنفيذ الحكم بعرض العفو على أصحاب القرار دون إكراه بعد أن صدر الحكم الشرعي بقصاص الجاني وأوكل الأمر بعد الله إلى أولياء الدم أما بالعفو أو القصاص ثم قدم عدد من المشايخ من أعضاء اللجنة والمسئولين عددا من المواعظ الدينية والنصائح التي تدل على العفو وأهميته وفضله عند الله تعالى فما كان من ولي الدم والد المجني عليه ووكيل الورثة إلى أن أجهش بالبكاء وأعلن عفوه عن القاتل الجاني/ ماجد إبراهيم الضامري لوجه الله تعالى الأمر الذي أثلج صدور الجميع وابتهلوا بالدعاء للعلي القدير أن يجزيه وأبناءه خير الجزاء على كرمهم ونبلهم وشيمتهم بعفوهم عن قاتل ابنهم ثم أعرب محافظ الطائف عن شكره وشكر جميع أعضاء اللجنة لهذا التجاوب وهذا العمل الخيري النبيل لوالد المجنى عليه داعياً الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم وأن يتغمد الفقيد برحمته ورضوانه إنه سميع مجيب. والد المجني عليه أكد أن تنازله يأتي أولا احتساباً للأجر والمثوبة لوجه الله العلي القدير ثم استجابة لوجاهة ورغبة ولاة الأمر حفظهم الله وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة وتقديراً لما بذله محافظ الطائف وأعضاء اللجنة بالطائف من جهود في هذا الصدد وقال: كما يأتي ذلك تقديراً للجيرة التي نعيشها نحن وأسرة الجاني وحيث انه الجاني وابني كانا صديقين ولم يكن بينهما خلاف من قبل أو مشاكل وإنما كان خلاف بسيط في وجهات النظر نزع بالجاني الشيطان إلى إسداء طعنة في مكان ذي مقتل أودت بحياة ابني ويقول لقد اتخذت قراري في البداية بالعفو لما تقدم ولكني ظللت فترة اقنع زوجتي والدة المجني عليه حتى حصلت على موافقتها مؤخرا ورغبتها هي الأخرى أيضا بالتنازل لوجه الله تعالى وكذلك أبنائي والذي يحضر معي اثنين منهم اليوم كما قال شقيقا المجني عليه محمد وبندر أنهم سعيدان بتنازل والديهما عن حقهما وعفوهما عن الجاني داعين الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهما أما علي عبد الله محبوب قريبهم فقد قال كنت على ثقة إن علي وأبناءه هم اقرب إلى العفو من غيره لما اعهد فيهم من تقى وصلاح وحب في أعمال الخير وهكذا تحقق ذلك بفضل الله معرباً أيضا عن شكره لهم على عملهم النبيل. ومن جانبه أعرب سكرتير لجنة إصلاح ذات البين بمحافظة الطائف الأستاذ/ احمد حسن الزهراني عن شكره أولاً للعلي القدير ثم لولاة الأمر في بلادنا الغالية الذين دأبوا على الوقوف مع المواطن في مختلف الظروف والأحوال وفي كل اللحظات العصيبة والعادية وهذا ديدنهم من عهد المغفور له الملك عبد العزيز - رحمه الله - وكذلك أبنائه البررة من بعده وما التوجيهات السامية التي تصدر في حق الجناة أيضا وشفاعتهم لهم قبل تنفيذ الحكم لدى أولياء الأمور إلا نموذج لذلك النهج القويم وتمشٍ مع ما دعا إليه العلي القدير وفضله في كتابه وهو العفو والتسامح وأشاد بتوجيهات أمير منطقة مكةالمكرمة في هذا الصدد والمتابعة الجادة لكل القضايا التي تنظرها وتدرسها لجنة إصلاح ذات البين بمحافظة الطائف بمختلف أنواعها كما أشاد بالمتابعة والإشراف الدائم من معالي محافظ الطائف ورئيس اللجنة الأستاذ/ فهد بن عبد العزيز بن معمر بجهود اللجنة ومساعيها الخيرة. ومن خلال توجيه سموه ودعمه ومتابعة وإشراف معاليه فقد حققت اللجنة انجازات متعددة في مختلف القضايا الجنائية والمالية والحقوقية والأسرية والاقتصادية وغيرها ومن أهمها قضايا العفو حيث نظرت اللجنة حتى الآن في أكثر من خمسين قضية تحقق العفو فيها أكثر من 75% وقال مطروح على اعمال اللجنة حالياً اكثر من عشر قضايا قتل تقوم اللجنة بدراسة الحالات والنظر فيها وفق آلية معينة تحددها ظروف كل قضية وموعد التنفيذ الذي يحتم على اللجنة الوصول الى النهاية اما بالعفو أو غير ذلك مشيراً بأن بعض القضايا تحتاج الى مساعٍ كثيرة وتستمر اشهرا بل ربما سنوات وذلك لاختيار الوقت المناسب والظروف المواتية لأولياء الدم رغبة في الحصول على موافقتهم وعفوهم لأن اللجنة لا تيأس حتى اللحظات الأخيرة بل وحتى ساحة القصاص وأبان الزهراني ان اللجنة في الطائف لا تعلن الا بعد تحقق النتائج فهي تعمل في صمت وحينما يتحقق الهدف المنشود فإنها تبادر بالاشارة الى جهودها بهدف حث اولياء الدم الآخرين على المبادرة بالعفو والتسامح وايضاً من اجل التقدير والتشجيع والدعاء لمن تجاوبوا مع اللجنة وقال ان اعضاء لجنة اصلاح ذات البين بالطائف وعلى رأسهم معالي المحافظ وسكرتاريتها يعملون احتساباً لوجه الله تعالى داعين العلي القدير ان يتقبل منهم اعمالهم وان يجعلها في موازين حسناتهم. وقال كما نظرت اللجنة في حوالي 300قضية أخرى من أهمها القضايا الأسرية التي حققت اللجنة فيها نجاحا يصل إلى أكثر من 95% وأعرب عن شكره لوالد المجني عليه وكيل الورثة ووالدته وأخوته وأقاربهم على تنازلهم وكرمهم وشهامتهم مؤكداً أن ذلك هو المؤشر الحقيقي لنجاح أعمال اللجنة وسعيها فلولا موافقتهم لم تثمر جهود اللجنة بالنجاح وأبان ان هذه القضية من القضايا التي ترى اللجنة الشفاعة فيها وبذل مساعيها حيث انها نتيجة مضاربة شبابية ولم يكن فيها مايخل بالشرف وحدثت بين مجموعة من الشباب المتجاورين من أهل حي واحد وحينما كانت في منطقة مظلمة اسدى الجاني إلى المجنى عليه طعنة بسكين ولكنها وقعت في مقتل مما أودى بحياته في الحال ويبدو أن الجاني ندم كثيراً بفعلته اذ انهما كانا صديقين وكان الخلاف بينهما لم يصل إلى مستوى القتل ولكن كانت نزعة شيطانية وهذا مادفع اللجنة إلى بذل مساعٍ حثيثة منذ عدة اشهر مع جميع اقارب المجني عليه والشفاعة لديهم استمرت أكثر من 6أشهر حتى تحقق الهدف المنشود وهو رضاهم جميعاً بالعفو والتنازل عن القاتل لوجه الله تعالى وأدعو الله أن يجعل هذا العمل في موازين حسناتهم وان يتغمد الفقيد برحمته ورضوانه وأن يتوب على الجاني أنه سميع عليم . اما الجاني ماجد ابراهيم الضامري والذي نقل له مدير سجون الطائف وعضو اللجنة العميد خلف القرشي خبر العفو عنه من قبل اولياء الدم من خلال مساعي اللجنة وجهودها فلم يتمالكه الفرح واجهش بالبكاء وخر لله ساجداً على عتق رقبته من حد السيف الذي كان قاب قوسين أو ادنى اذ لم يبق على التنفيذ سوى اقل من اسبوع واحد ورفع يديه للسماء بالشكر لله العلي القدير ثم لكل من ساهم بأي جهد في الحصول على العفو عنه وقال اما العم علي المجرشي وابناؤه وزوجته فقد طوقوا في عنقي ديناً وجميلاً لن انساه ما حييت وسيظل هذا الجميل ادين لهم به مدى حياتي وسأكون الابن البار لهم جميعاً وادعو الله ان يكفر خطيئتي ويعفو عني وان يتغمد صديقي الذي لم اكن انوي قتله برحمته ورضوانه.