اسمع وأقرأ كلمه امرأة نرجسية، ولكن من أين أتى هذا المصطلح؟ يقال إن النرجسية من العهد الإغريقي القديم، وهو نسبة إلى"نرجس"الفتى الذي تم ذكره في الأساطير اليونانية. إن فتاة تدعى"صدى"هامت بحب فتى يدعى"نرجس"، ومن فرط حبها له وإعجابها به سقمت حالها ومرضت بسببه، ومن اجله كابدت وصبرت حتى أضناها هذا الحب وجعلها تذبل شيئاً فشيئاً حتى فارقت الحياة، بعد ذلك حبه لذاته جعله ينظر إلي نفسه نظرة إعجاب حتى خيل له صورته التي ظهرت في ماء البحيرة، فإذا هو على هيئة حسنة وشكله الذي بهره وشغله عن العالم الخارجي. وتطورت حاله إلى العزلة ثم ازداد الأمر سوءاً فحبه لنفسه حب العاشق للمعشوق، وهكذا حتى أمرضه الحب والعشق ومات منه. وفي المكان الذي دفن فيه ظهرت زهرة سميت زهرة النرجس، منذ ذلك اليوم انطلقت"النرجسية"أي حب الذات. الذي لا يفكر إلا في ذاته. يعتقد بأنه فوق الجميع وفوق كل نقد. فالنرجسية تعني تضخيم مفهوم الذات عند الشخص والإفراط فيها، فيعجب بنفسه وبقدراته وصفاته. تتصف الشخصية النرجسية بالشعور بالعظمة والحساسية لانتقادات وتقويمات الآخرين، وغالباً يتميز أصحاب الشخصية النرجسية بتضخيم ذواتهم ومنجزاتهم وذكائهم وجمالهم"خاصة المرأة"وإمكاناتهم، ويعتقدون بأن الآخرين يلاحظونهم ويتابعونهم باستمرار وبخصوصية مميزة حتى من دون انجاز شيء ما، وهذا ما نجده في كثير من مجتمعنا الحالي وبالأخص النساء. ونجدها أحياناً عند الإناث، خصوصاً في فترة المراهقة، ومن أبرز مظاهرها كثرة استخدام المرآة وكثرة استخدام كلمة"أنا" فالشخصية النرجسية هي التي لا ترى في المرآة سوى نفسها، وهي عادة تأخذ ولا تعطي، وتقيم علاقاتها بناءً على المنفعة والاستفادة الشخصية المطلقة، وإضافة إلى ذلك تتصور دائماً أنها على قدر أعلى من الشخص الذي ارتبطت به عاطفياً، هؤلاء الأشخاص يعتبرون في الطب النفسي مرضى"لديهم اضطراب في الشخصية"وهم على رغم الإنجاز الذي يحققونه في الغالب إلا أنهم يعانون داخلياً من عدم الاستقرار النفسي وتقلب المعنويات وسرعة انحرافها وتذبذبها بين التعالي واحتقار الذات، وكثيراً ما يمرون بفترات اكتئاب أو قلق أو أرق ونحو ذلك. إن الصورة التي يرسمها الإنسان عن نفسه هي الدافع الحقيقي وراء مجموعة السلوكيات الصادرة عنه، لأن كل إنسان له مجموعة من المبادئ والقيم تتحكم في طريقة تفكيره، ومن ثم مشاعره ورغباته والسلوك الصادر عنه. من الأهمية بمكان أن تقيّم نفسك فإن تقييمك لنفسك يساعدك على بناء حياتك على أساس آمن، إنك ستفوز بالكثير إن عاملت نفسك باحترام مثل الشخص الذي يتمتع بقيمته الداخلية. وتقييم نفسك يختلف عن حبك لنفسك، ونحن قد نحترم ونعجب بشخص ما ولكننا لا نحبه، وقد نقبل بفكرة أن الشخص الذي نحبه له قيمته الداخلية. وفي اعتقادي أن تقدير الذات لا يتنافي بأن يقيّم الإنسان نفسه. ? إعلامية سعودية [email protected]