حملت الاعترافات التي أدلى بها مساء أمس أعضاء ما يسمى ب?"تنظيم القاعدة"اسم"رأس تنورة"، ويحمل هذا الاسم دلالات كبيرة في عالم النفط والطاقة، أبرزها أن الاسم يشير إلى أكبر مصفاة نفط في العالم، وسيقترن هذا الاسم أيضاً بمسمى آخر تم الكشف عنه من جانب شركة أرامكو السعودية قبل يومين وهو أكبر مجمع للبتروكيماويات في العالم. وتقع رأس تنورة رحيمة شرق السعودية، وتبعد عن مدينة الدمام العاصمة الإدارية للمنطقة الشرقية 70 كيلومتراً، وتقع على دائرة عرض 26.40 شمال خط الاستواء، وعلى خط طول 50.10 شرق خط غرينتش. وتبلغ مساحة محافظة رأس تنورة حوالى 290 كيلومتراً مربعاً ويبلغ عدد سكانها بحسب إحصاء العام الهجري 1425 نحو 43338 نسمة. وتبرز أهمية رأس تنورة في أن أراضيها تحتضن إحدى أكبر مصافي النفط في العالم وميناءين لشحن النفط ومعملاً للغاز، وكذلك أول محطة كهرباء بخارية في الشرق الأوسط وأكبرها، كما تحتضن أراضيها معمل"القطيف 1"، إضافة إلى"حقل القطيف"النفطي، وهو احد أكبر الحقول النفطية في العالم. ويبدو أن ما يميز رأس تنورة عن غيرها شاطئها الرملي الذي يمتد لقرابة خمسة كيلومترات بشرق المحافظة متوسطاً بين مصفاة رأس تنورة وساحة الخزانات وحي نجمة السكني التابع لأرامكو. وأنشئت المصفاة عام 1945، وتدرجت سعتها وقدراتها التكريرية إلى أن وصلت إلى 550 ألف برميل في اليوم الواحد لتصبح أكبر مصفاة نفط. وفي نهاية"الرأس"الذي تشكله رأس تنورة يقع ميناء رأس تنورة النفطي، أكبر ميناء لشحن النفط في العالم. وفي شمال رأس تنورة بنحو 26 كلم تقع محطة كهرباء"غزلان البخارية"، وتصنف على أنها أكبر المحطات الكهربائية في الشرق الأوسط، إذ تزود مصانع رأس تنورة والجبيل الصناعية ومدن الدماموالقطيف وصفوى والجبيل والجبيل الصناعية بالطاقة الكهربائية اللازمة. وكانت المدينة تحمل اسماً آخر هو رحيمة، وتعود أسباب تسمية رأس تنورة بهذا الاسم إلى أنها على شكل رأس ممتد في البحر، إضافة إلى وجود دوامة بحرية أشبه ما تكون بالتنور. أما مسمى رحيمة فمنها أن سكان شركة الزيت عندما أقاموا منازلهم أقاموها بجانب عين رحيمة، وكذلك إلى أن الأسماك كانت تعلق بالشعب المرجانية في المد والجزر، فكان السكان يأتون لأخذها بكل يسر فسميت رحيمة لرأفتها بهم. وكانت المدينة مسكونة منذ القدم وقد عمل أهلها في جمع اللؤلؤ وصيد الأسماك قبل ظهور النفط في أراضيها، وبالقرب منها تقع مدينة صفوى التي يقع فيها موقع"غاوان"الأثري. ولا يزيد ارتفاع رأس تنورة على سطح البحر عن 20 متراً مع وجود كثبان رملية مرتفعة. أما المناخ فإنه حار صيفاً مع رطوبة عالية، إلا أنها أخف من مدينة الدمام ومحافظة الجبيلوالقطيف وصفوى والظهران. أما في الشتاء فإنها باردة نوعاً ما مع تساقط الأمطار عليها، وتكاد تكون أبرد من الدمام كما يكثر فيها الضباب في الشتاء . وتهب على المنطقة خلال شهري أيار مايو وحزيران يونيو تقريباً رياح موسمية حارة، يطلق عليها اهل المنطقة اسم"البوارح". أما الرياح الجنوبية التى تهب على المنطقة فتسمى ب?"الكوس"، وهي رياح دافئة تحمل نسبة كبيرة من الرطوبة. وتهب رياح السموم القادمة من الربع الخالي والناتجة من صراع الكتل الهوائية المدارية والكتل الهوائية الشمالية.