تحت زخات المطر، انطلق كرنفال السيارات الكلاسيكية عصر أول من أمس جائلاً في شوارع وأحياء محافظة الطائف، انطلاقاً من المتحف الوطني للتراث السعودي، حتى استقر به المقام في أرض مهرجان الورد الطائفي، بهدف التعريف به والدعوة إلى زيارته. وبعد المسيرة، افتتح محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر فعاليات المهرجان الوطني لصناعة العطور ومستحضرات التجميل للعام الثالث، تحت عنوان"مهرجان الورد الطائفي"، والمقام إلى جوار متنزه الشلال في حي الخالدية، برعاية الهيئة العليا للسياحة، وذلك خلال موسم قطاف وتقطير الورد الطائفي في مزارع الهدا والشفا والضواحي المحيطة بالطائف والقرى الزراعية، وتخلل حفلة الافتتاح أوبريت غنائي، وعروض للألعاب النارية. وأكد المدير التنفيذي لجهاز السياحة في الطائف الدكتور محمد قاري السيد، أن تنظيم هذا المهرجان للمرة الثالثة على التوالي يأتي حرصاً من الهيئة العليا للسياحة للتعريف بهذا المنتج المميز، والذي ارتبط بعلاقة وثيقة بالطائف منذ القدم، لافتاً إلى أن الهيئة انتهت أخيراً من عقد دورة لتدريب الشبان على زراعة الورد، وكيفية الاعتناء بشجيراتها وتقليمها، وعلى عملية القطاف، ومن ثم نقل الورد إلى المعامل واستخراج دهنه ومائه منه. وأشار السيد إلى أن المهرجان يهدف إلى دعم السياحة الداخلية، وتسويق الورد محلياً وعالمياً، وزيادة الوعي السياحي، والتعريف بالطائف كوجهة سياحية. ويعد المهرجان الملتقى الأبرز لأكبر منتجي الورد الطائفي من المزارعين، إضافة إلى أشهر تجار الورد على مستوى السعودية، ويتوقع أن يسهم في تسليط الضوء على هذا المنتج الزراعي الذي بات مهدداً بالانحسار، في ظل ابتعاد الكثيرين من مزارعي الورد عن زراعته على رغم مستوى الطلب المرتفع عليه. وأضاف مدير المجموعة المنظمة للمهرجان محمد بن زيد، أنه تشارك في المهرجان أكثر من 50 مزرعة ومعملاً من أشهر مزارع ومصانع إنتاج دهن وماء الورد ومشتقاته العطرية في المحافظة، ويشتمل على عروض لمراحل قطاف الورد وتقطيره ومعارض البيع، مشيراً إلى أن تنظيم هذا المهرجان يأتي كدلالة على ما يمتاز به ورد الطائف من سمعة ومكانة عالمية كونه يعتبر أحد أهم المشتقات العطرية. وأوضح أن المهرجان الذي يستمر عشرة أيام تتخلله العديد من الفعاليات والمشاركات، منها معرض للكتاب، وآخر للفنون التشكيلية لفناني وفنانات الطائف، وملتقى نسائي، ومسابقات ثقافية متنوعة، ومسرح مفتوح، ومرسم حر، ومسيرة للخيالة والسيارات القديمة الكلاسيكية، إضافة إلى مشاركة فعالة لفرق الفنون الشعبية التي ستقدم ألواناً من الفنون الشعبية، وتقديم الهدايا للزوار، إضافة إلى مسابقة تنسيق أجمل باقة ورد، وعروض للأزياء الشعبية، ومعرض الصور الفوتوغرافية عن الورد، ومطبوعات ومنشورات عن الورد ومشتقاته وفوائده الصحية. وأشار ابن زيد إلى أن إدارة المهرجان تستهدف جذب أكبر عدد ممكن من الزوار، من خلال تنظيم رحلات إلى المواقع السياحية والأثرية والترفيهية والمتنزهات والمنتجعات السياحية في منطقتي الهدا والشفا طوال أيام إقامة المهرجان، علاوة على توفير مواقع لبيع منتجات الورد في أرض المهرجان، وبأسعار مخفضة. يشار إلى أن مزارعي الورد في الطائف يبدأون في تصدير إنتاجهم من الورود في مطلع نيسان أبريل من كل عام إلى المصانع ولمدة 40 يوماً، وتقدر قيمة دهن الورد الذي تنتجه المعامل أكثر من 45 مليون ريال، كسعر أدنى لهذا المنتج بواقع 1200 إلى 1500 ريال للتولة الواحدة من النخب الأول.