شهد مركز جمعية الأطفال المعوقين في جدة أمس مؤتمراً صحافياً تحت عنوان:"البذلة الفضائية"، برعاية رئيسة برامج خدمة المجتمع في مركز الجمعية الأميرة علياء بنت عبدالله بن عبدالعزيز، التي رعت بدورها استقدام المدربة الأميركية اختصاصية العلاج الطبيعي إيزابيلا كوشيليني، لتدريب الفريق الطبي العاملين بالعلاج الطبيعي. وقالت الأميرة علياء بنت عبدالله:"تحقيقاً لأمنيات ورغبات أطفال الجمعية، بدأت الاختصاصية الأميركية في تقديم العلاج إليهم، وبعدها سيتم تدريب الاختصاصيين في مختلف مراكز الإعاقة الخاصة". وناقش المؤتمر أحدث الوسائل العلاجية والتأهيلية في جديد علاج الأطفال المعوقين، وذلك في حضور عدد من أهالي الأطفال المعوقين الذين طبق عليهم برنامج"البذلة الفضائية"، ولمسوا التحسن الكبير لحالات أطفالهم. وأشار مدير مركز الجمعية في جدة الدكتور زهير عبدالرحيم ميمني، إلى"أن التجربة العلمية للبذلة الفضائية ستكون خطوة جديدة ضمن برامج العلاج والتأهيل التي تتبناها الجمعية، وتحاول من خلالها الوصول بأبنائنا المعوقين إلى تجاوز ظروف الإعاقة وخدمة أنفسهم". وأضاف أن هذه التجربة سبق وأن طبقت في مركز الرياض على عدد من الأطفال المعوقين الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاماً، بعد إجراء عمليات التقويم المختلفة، وتحت إشراف فريق متكامل من الاستشاريين واختصاصيي العلاج الطبيعي والوظيفي، وكان لتجربتها نتائج ملموسة على صعيد تنمية مهارات الأطفال. وقال ميمني:"إننا نحرص من خلال هذا المؤتمر على إلقاء الضوء في شكل مفصل على هذه التجربة المفيدة، وذلك عبر وسائل الإعلام، للدور الكبير الذي تلعبه في نشر الوعي لدى المجتمع السعودي، وتعزيز الدور الإنساني الذي تقوم به الجمعية تجاه أبنائها من الأطفال المعوقين". من جهتها، أوضحت اختصاصية العلاج الطبيعي إيزابيلا كوشيليني، أن فوائد البذلة وكيفية تطبيقها تتمثل في أنها تساعد في تثبيت عضلات الجذع الضعيفة، وبذلك لا يسمح بالوصول إلى أقصى حركة، إضافة إلى تحقيق تحسن في حركة الأعضاء الدقيقة والكبيرة، ليكون وضع الجسم قريباً جداً من الوضع الطبيعي، وبهذا تعمل العضلات في شكل طبيعي أكثر، مع الاستفادة من الجاذبية الأرضية، كما تساعد البذلة في تغيير الأداء الأساس للطفل وتحسين وظائفه. وذكرت كوشيليني أن مزايا البذلة وفوائدها للمجتمع تتلخص في اعتماد الطفل على نفسه، والقيام بوظائفه في شكل أفضل، ولا يحتاج معها إلى أجهزة باهظة الثمن، إضافة إلى اعتماده على نفسه مستقبلاً، ويسعى لكسب رزقه. يشار إلى أن مسمى"البذلة الفضائية"ظهر في أواخر الستينات الميلادية، باختراع المركز الروسي للطيران والطب الفضائي بذلة الفضاء، بحيث يتم ارتداؤها من قبل رواد الفضاء، لمنع التأثيرات الضارة نتيجة انعدام الجاذبية على العضلات والعظام والمفاصل. ونتيجة للحقائق العلمية المعروفة التي تؤكد أن من يعانون الشلل الدماغي لا يستطيعون مقاومة الجاذبية مثل رجال الفضاء، ما يعرض كليهما إلى مضاعفات عدم الحركة المضادة للجاذبية، وبعد إجراء العديد من الأبحاث تم تعديل البذلة وأطلق عليها اسم"اديلي سوت"، وبدأ استعمالها داخل الاتحاد السوفياتي فقط وبنتائج واعدة.