نعم فعلها نيبوشا للمرة الثانية, لقد احترم نفسه واحترم خصمه، فلم يبالغ في الاندفاع ولم يتقوقع في الدفاع, بل كان التوازن هو اللغة السائدة في منهجية وأداء الفريق الأهلاوي, وعلى العكس تماماً ما فعله السيد ديمتري الذي دخل المباراة وكأنه يعتقد انه سيحسمها في الوقت الذي يريد، فتابع الشوط الاول وكأنه في المدرجات وفريقه يتعرض للضغط على حامل الكرة من دون التوجيه بفتح اللعب عن طريق الأطراف والاستفادة من ظهيري الجنب, وحتى عندما تدخل بين الشوطين، اخرج أكثر لاعبي الوسط المؤثرين في الشوط الأول، ما فتح ثغرة استفاد منها الأهلاويون ليتحكموا في زمام الأمور في منتصف الملعب. عموماً لن أبالغ في سرد أخطاء الاتحاد لنعطي الفائز حقه, فقد حقق الاهلى انجازاً وتصاعد في النتائج عن العام الماضي, فللعام الثاني على التوالي يلعب على نهائي بطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد، ولكن الفرق انه حقق البطولتين هذا العام ومن أمام الجار ورفيق الدرب. ولم يكن هذا الانجاز الوحيد، فقد قدم الاهلى العديد من الوجوه الشابة التي ينتظر أن تخدم الفريق لسنوات عدة متي ما حافظت وطورت في مستواها مثل احمد درويش ومعتز الموسى وعبدالإله نور والهزازي وغيرهم بانتظار دورهم, هذا بالطبع مع تألق نجوم الخبرة مثل صاحب وتيسير اللذين بالفعل أعطيا شكلاً جديداً لوسط الأهلي, ولا ننسى ياسر المسيليم والمتجدد هذا الموسم وليد عبدربه والخبير المتخصص مالك معاذ. لم يصل الفريق الأهلاوي لمنصات الذهب من فراغ أو بمحض المصادفة بل كان هناك عمل دؤوب ورجال مخلصون للكيان سهروا وثابروا وتحملوا الكثير، ولكنهم وصلوا لهدفهم ومرادهم بتوفيق من الله عز وجل. "صلة"والART العمل الاحترافي دائماً ما يظهر بشكل مغاير، وبالفعل أعطت شركة صلة رونقاً جديداً للنهائي الكبير، واستطاعت وعلى رغم الإمكانات المحدودة في إستاد الأمير عبدالله الفيصل اظهاره بشكل عرس استمتع به كل من حضره قبل بداية اللقاء, كما كان للتغطية التلفزيونية التاريخية التي امتدت لحوالى 27 ساعة، موزعة على قناتين، وشملت العديد من البرامج والتقارير والاستوديوهات دور كبير في اظهار النهائي بهذا الشكل ما يضعهما تحت مسؤولية كبيرة فهي الآن مطالبة بتقديم الأفضل في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين. [email protected]