أوضح أستاذ نظم الحكم والقضاء المحكم الدولي في مجمع الفقه الإسلامي الدكتور حسن سفر ل?"الحياة"، أن ما حدث في منطقة حائل حيال بقاء جثة السيدة المتوفاة من دون تحلل ليس غريباً، وذلك لوجود قصص مشابهة حدثت في وقت سابق ذكرها أهل الثقات والعلماء، خصوصاً الواقعة الشهيرة التي حدثت قبل 35 عاماً في مكةالمكرمة"عندما تصادف عند شق الطريق بين مقبرة المعلاة ومقبرة السيدة خديجة رضي الله عنها وجود مثل هذه الحالة أثناء مد جسر رابط بين المقبرتين، واتفق قضاة مكة بعد الوقوف على الحالة على أن ينحرف بناء الجسر قليلاً وهو الأولى من اجل المحافظة على حرمات الموتى". وأشار سفر إلى أن الله عز وجل يحفظ عباده وأولياءه من الصالحين مثل حفظة القرآن الكريم والشهداء وأهل التقوى لقوله تعالي: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون، والأحياء هو البقاء جسداً وروحاً من دون أن يمس الجسد عطب أو تحلل. وأكد الدكتور سفر أنه في مثل هذه الحالات أبان الفقهاء في كتاب الجنائز وفي فصل الدفن جواز نقل الميت بعد دفنه، إذا دفن في أرض ملك للغير من دون الاستئذان من مالكها، ويمكن كذلك نبش قبر الميت الذي لم يتم غسله ان لم يخش تفسخه، مضيفاً أنه يجوز نبش قبر الغير لغرض صحيح. وقال:"نبش أو نقل القبر من مكان لآخر من دون سبب شرعي محرم لما فيه امتهان لحرمة الميت، وان كانت هناك مصلحة عامة وضرورة كشق طريق، فالأولى أن ينحرف مسلك الطريق ولا يمتد إلى مقابر المسلمين وموتاهم". وأوضح في حديثه أن أهل العلم من الثقات يرجحون نقل الميت من القبر بلا بأس، ولكن وفق شروط وضوابط كالمحافظة على عدم تفسخه وستره وحضور أهله،"والأولى أن يترك في مدفنه في راجح الأقوال عند أهل العلم ما لم تكن هناك ضرورة ملحة على هذا الفعل". [email protected]