أكد نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ للشؤون التنفيذية الدكتور عثمان عبده هاشم أنه صدم بما يحدث في الوسط الصحافي، مشبهاً الوسط الرياضي بالوسط الفني، موضحاً أن الوسطين يتقاطعان في الكثير من الأمور، مبيناً أنه كان يرأس القسم الرياضي رغماً عنه. ونفى أن يكون هناك أي خلاف بينه وبين الصحافي خالد دراج أو رئيس القسم الرياضي في صحيفة المدينة عبدالله فلاتة، قائلاً إنهم كانوا وما زالوا أصدقاءه، مطالباً بسؤال الأول عن حقيقة الخلاف، ومؤكداً أن الثاني وجد فرصة لو وجدها أي شخص لما تركها. وأوضح أنه لا يتشرف بأن يكون في واجهة الوسط الرياضي، واصفاً إياه بأنه"غابة"، مؤكداً أن هناك حالة تلميع لشخصيات محددة تبحث عن أن تصنع من نفسها رموزاً، بينما هي لا تمتلك إلا الدعوات والسفريات. جاء ذلك في حوار أجرته معه"الحياة"، جاء على النحو الآتي: دعنا نبدأ من تخصصك، البعض يرى أنك كأكاديمي في علوم البحار بعيد عن الوسط الرياضي، فكيف رأست القسم الرياضي؟ - بالعكس الصحافة كانت قبل التخصص بكثير، أنا بدأت الصحافة منذ أن كنت في الصف الثاني الثانوي إذ بدأت برسم الكاريكاتير، وعندما دخلت الجامعة التحقت بصحيفة البلاد، وعملت بقسم المحليات لمدة عامين، ثم انتقلت إلى صحيفة الرياض، وعملت في مكتب جدة لمدة عامين، وبعد ذلك سافرت إلى أميركا لدراسة الماجستير، ثم إلى أميركا لدراسة الدكتوراه. أنت الشقيق الأصغر للدكتور هاشم عبده هاشم، هل تأثرت بتجربته؟ - بالتأكيد، أنا عاشق لهواية الرسم، وكنت أذهب مع الدكتور هاشم إلى صحيفة المدينة حين كان سكرتيراً للتحرير في صحيفة المدينة ومسؤولاً عن ملحق المدينةالرياضي، والذي كان يُسمى"استاد المدينة"، ومارست هواية الكاريكاتير لفترة ليست بسيطة إلى أن تركته ورحلت إلى صحيفة البلاد، أيضاً تعلمت من تجربة الرياض من الاستاذ تركي العبدالله السديري، ولذلك أعتبر نفسي محظوظاً في أن أكون خريج مدرستي هاشم عبده هاشم وتركي السديري. التحول إلى الصحافة الرياضية كيف كان؟ - تحولي إلى الوسط الرياضي ليس غريباً، أنا ممارس للرياضة من صغري، كنت في منتخب جامعة الرياض قبل أن تكون جامعة الملك سعود، ولعبت ضد منتخب جامعة الملك عبدالعزيز، ثم لعبت لمنتخب كلية علوم البحار في جامعة الملك عبدالعزيز، أيضاً خلال مشواري الصحافي في عكاظ أشرفت على مجلة النادي لفترة ثلاث إلى أربع سنوات، كما أشرفت على القسم الرياضي في أكثر من مرحلة، وجمعت القسم الرياضي ومجلة النادي، عندما كانت مجلة النادي تتبع لتحرير عكاظ، ومنذ نحو 13 أو 14 سنة لي عمود أسبوعي ثابت. عملت محرراً علمياً ورئيساً للقسم العلمي لفترة طويلة في عكاظ، وهذا ما يجعل البعض يتساءل عن سر التحول إلى القسم الرياضي؟ - ميزة عكاظ أن فيها عملية تدوير مستمرة، عندما بدأت مع عكاظ أنشأت القسم العلمي لفترة ليست بسيطة، ثم تدرجت في أكثر من قسم من الاقتصاد إلى المحليات ثم القسم الرياضي ثم مجلة النادي ثم القسم الرياضي مرة أخرى، وأنا الآن نائب رئيس التحرير للشؤون التنفيذية. من يعمل في"عكاظ"يجد نفسه في كل الأوقات في أكثر من قسم، وهذه ميزة أكثر منها زعزعة لأنها تعلمك الكثير. يُحكي أن الدكتور هاشم قال ذات اجتماع إن الدكتور عثمان رجل تنفيذي وليس صحافياً؟ - لا أعتقد ذلك، هذا الأمر قيل إنه قاله، لكن الدكتور هاشم يعرف ويدرك أنني من مدرسته، وأنني تتلمذت على يديه، يدرك تماماً أنني دخلت الصحافة مثلما قلت لك قبل الرعيل الثاني بكثير، منذ أيام الثانوية، وأيام الجامعة عندما بدأت في البلاد كنا مجموعة كبيرة، كان معنا أيمن حبيب ومصطفى إدريس وعبدالرحمن أدريس وأحمد صالح هاشم، وعبدالله خوجه، تتلمذنا على يد عدد من الصحافيين الكبار، وكان يرأس تحرير البلاد في ذلك الوقت الاستاذ عبدالمجيد شبكشي - رحمة الله عليه - كل هذه المراحل يدركها الدكتور جيداً. أنا شخصياً لم أكن أعرف أن لديك تجربة صحافية متنوعة إلى هذا الحد؟ بالتالي هناك دائماً حديث عن أن الدكتور عثمان جاء إلى الوسط مخدوماً؟ - أنا قليل الظهور، ولا أحب الانسياق وراء الشعارات، وعموماً قبل يومين قرأت للزميل محمد البكر في صحيفة اليوم أننا سئمنا من عرض كثير من الزملاء في كل القنوات الفضائية، وطبعاً يقصد أناساً معينين، وذكر أن الساحة الإعلامية أو الرياضية تعج بوجوه عدة ومتنوعة وبعيدة عن التعصب، وذكر عدداً من الأسماء وأنا منهم لمعرفته بي، ولكن للأسف القنوات الفضائية والحوارات الصحافية دائماً تُجرى مع محبي الإثارة، وهم لا يحبون الهادئين أو العاقلين، وهذا أمر طبيعي بالتأكيد. لكن الإثارة التي تحدث للأسف ليست الإثارة المطلوبة، الإثارة الموجودة هي انفعالية أكثر منها أي شيء آخر، لا لشيء سوى التسويق، والقارئ الآن بات أكثر إدراكاً ووعياً مما مضى، ونحن للأسف نعتقد أننا نضحك على القارئ، بينما هذا القارئ أصبح متابعاً جيداً ومثقفاً وواعياً وفاهماً ومدركاً لأشياء كثيرة، وأصبح يفرق بين الغث والسمين. هناك مقولة في الوسط الصحافي، وهي أن الدكتور عثمان استفاد من وجود شقيقه في سدة رئاسة التحرير؟ - أنا قلت لك تاريخي، إذا كان تاريخي الذي قلته لا يشفع لي فهذه مصيبة، تاريخي يذكره كثير ممن زاملوني، سواء في صحيفة المدينة أو البلاد أو حتى الرياض، وفي صحيفة الرياض كنت محرراً شاملاً ولم أكن محرراً رياضياً، وذلك لأنني كنت مسؤولاً عن مكتب جدة، فأنا مسؤول المحليات ومسؤول الاقتصاد ومسؤول الرياضة، وأذكر أول ما تعينت في الرياض والتي انتقلت لها لأسباب مادية جعلتني أترك صحيفة البلاد، كان الدكتور هاشم رفض هذا الانتقال، فلجأت إلى الاستاذ عبدالمجيد شبكشي الذي سمح لي ووافق على انتقالي، كنت حينها أقوم بجميع التغطيات الصحافية المطلوبة، وأذكر أول ما تعينت أتصل بي الأستاذ تركي الناصر السديري حيث كان في ذلك الوقت مسؤولاً عن القسم الرياضي، وسألني سؤالاً صريحاً قائلاً:"هل أنت هلالي"؟، فقلت له لا، فقال لي إذاً أنت اتحادي، فقلت: لا، فقال لي: إذاً ما هويتك؟ فقلت له: هل تريد محرراً رياضياً أم تريد محرراً هلالياً أو أهلاوياً أو اتحادياً، المطلوب أن أكون محرراً رياضياً أما ميولي"فما لك شغل فيها"، وأنا أكره أن يفرض أي من الزملاء ميوله على القارئ، كلنا بشر وكل منا له ميول، لكن عندما يكتب الشخص يجب أن تكون هناك مسافة بين الميول وبين ما يقدمه للقارئ. وهل هناك مسافة بين الميول وما يقدمه الصحافيون للقارئ أم لا؟ - للأسف ما يحدث أن الصحافيين يغلّبون ميولهم، بل إن بعضنا يتشدق بشعار ناديه وبلون ناديه، والبعض الآخر، وربما كثر منا، يقوم بالكتابة من خلال ناديه أو من خلال شعار نادي. المنتخب مثلاً ماذا استفاد منا؟ أنا أذكر أنني كتبت مقالاً في الرياضية منذ نحو عشر سنوات أو أقل، واقترحت فيه أن تكون هناك لجنة إعلامية خاصة بالملحق، تتحكم فيه أو تقدم المنتخب في مبارياته أو تغطيته بالشكل الذي يخدم المنتخب لا يسيء له، ما يحدث الآن أننا كلنا نكتب عن المنتخب من خلال عيون زرقاء أو صفراء أو خضراء، ولا نكتب للمنتخب من أجل المنتخب، وهذا أمر لا يخدم النادي الذي ينتمي له الصحافي بقدر ما يهدم المنتخب. هل تقصد أن الصحافة أضرت بالمنتخب السعودي؟ - بالتأكيد. في مراحل معينه أم في كل المراحل؟ - في المرحلة الأخيرة، لأن كتاب زمان كانوا مختلفين، فعندما تقرأ لتركي السديري وهاشم عبده هاشم وخالد المالك، كان الواحد يقرأ ليتثقف، وأنا قابلت أحد اللاعبين المعتزلين وسألته عن الفرق بين الصحافي سابقاً والصحافي حالياً، فقال لي يا أخي حرام عليك، المقارنة غير موجودة، فصحافي أيام زمان كان يقول لنا أخطاءنا وكنا نتداركها، لكن الآن لا ينتقدون اللاعب لأخطائه، بل لأغراض شخصية، والميول أصبحت لرئيس ناد ولعضو شرف معين، والملاحظ أن بعض الزملاء والصحافيين الذين ينتمون لناد واحد أصبحوا ينتمون لفئة أو لجبهة واحدة. البعض اتهم الصحافيين صراحة بنيل الرشاوى؟ - أتمنى ألا يكون ذلك موجوداً، لأنه إذا كان موجود فهذه نهاية مؤلمة للوسط الرياضي، أنا بصراحة رأست القسم الرياضي لأكثر من مرة، وللمعلومية فأنا لا أتولى زمام القسم الرياضي بإرادتي، وإنما بأمر وقرار إداري، وفي كل مرة كنت أتسلم مسؤولية القسم الرياضي كنت أكره نفسي، لأن الوسط الرياضي غابة، وفي الحقيقة هو وسط لا يوحي بأشياء سارة حتى يمارس الشخص مهماته كصحافي، أنت سألتني في البداية لماذا تبتعد؟ وأنا أقول إن الوسط الرياضي ليس الوسط الذي يرغب الشخص أن يكون فيه، أو أن يكون في واجهته، الوسط الرياضي شبيه بالوسط الفني، لا يملك السمعة الجيدة للاستمرار فيه، ولو خُيرت لفضلت أن أكون كاتباً رياضياً بدلاً من أن أكون مسؤولاً عن القسم الرياضي، وبصراحة أكثر ليس لدي مشكلة أن أكون مسؤولاً عن القسم الاقتصادي أو الدولي أو المحليات أو التنفيذ أو التحرير أو أي قسم آخر، عن أن أكون في القسم الرياضي. لماذا هذه النظرة للوسط الرياضي؟ ومن السب في ذلك؟ - السبب نحن، لأننا جذبنا القارئ الذي يحلم بقراءة مقال حالم بفريقه لينغمس في بؤرة التعصب التي لم نستطع أن نخرج منها، وأنا أعتقد أن الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي سيضع ضوابط وسيسهم بشكل كبير في تجفيف منابع التعصب من المتعصبين، وسيسهم بشكل كبير في مساعدة الصحافيين في انتقاد ما يمكن انتقاده بشكل علمي صحيح راقي ينعكس إيجاباً لا سلباً على النادي. قلت إنك توليت القسم الرياضي بأمر وقرار إداري، وكأنك تسعى للهرب؟ - بالفعل أنا دائماً أهرب من القسم الرياضي، لأنني مثل ما قلت لك، أن بعض الأشخاص أو بعض الأندية يعتقدون أن مسؤول التحرير إذا كان له ميول يقوم بخدمة ناديه وهذا غير صحيح، والبعض يرى أنه لا بد أن يكون للشخص تأثير في عمل القسم، وإذا كان اتحادياً لا بد أن يكون القسم اتحادياً وإذا كان أهلاوياً يجب أن يكون اهلاوي. وهذا اتهام موجود بأن الدكتور عثمان غلب الميول الأهلاوية على القسم، أو"خلي الصفحات خضراء"كما يستخدم البعض في الوسط الرياضي؟ - نحن نتمنى أن تكون حياتنا خضراء بالتأكيد، لكن هذا الكلام غير صحيح، وأكثر من يعرف ذلك زملائي في"عكاظ"، وهم يدركون أنني أدافع عن الاتحاد والأهلي، ونحن لدينا مبدأ وهو ان النادي الذي ينجز لا بد أن نقف معه سواء كان الاتحاد او الأهلي او النصر أو الهلال، وأننا في يوم من الأيام يجب أن نكون أهلاويين واتحاديين ووحداويين ونصراويين وهلاليين، لكن للأسف هذا ترويج من بعض الزملاء الذين اعتقدوا أو أرادوت أن يفرضوا هيمنة معينه لنادي على حساب نادي آخر ورفضت بالطبع، لأنه في"عكاظ"لا هيمنة لا للاتحاد ولا للأهلي ولا للهلال ولا للنصر كأكبر الأندية. هل تقصد أن هناك صراع تيارات داخل القسم الرياضي في"عكاظ"؟ - في كل الأقسام بالتأكيد، نحن في"عكاظ"نرفض أن يغلب جانب على الآخر، وبالتالي من يروج هذه الإشاعة هم من كانوا يريدون أن يصلوا بالقسم إلى ما يريدون ولم يتمكنوا ولن يتمكنوا. القسم شهد ابتعاد عبدالله فلاته وخالد دراج، ويحكى في الوسط أن ابتعادهم كان بسببك؟ - هذا ليس صحيحاً، وأتمنى أن تسأل الأخ خالد أولاً وهو صحافي قدير ورياضي، بالعكس خالد توجهاته ليست اتحادية، هو إتحادي لكنه كاتب رشيق، وعبدالله فلاتة ميوله اتحادية لكنه وجد فرصة كرئيس قسم، ولو وجدها أي شخص لما تخلى عنها، بالعكس أنا وعبدالله في اتصال دائم ويساعدني وأساعده. يتداول الوسط بأنه بعد رحيل هاشم فإن الدكتور سيفقد وهجه؟ - أنا قلت لك تاريخي. ولكن ماذا بعد الدكتور هاشم؟ - أنا ما زلت في موقعي أقدم ل?"عكاظ"خبرتي، أنا عملت في"عكاظ"في كل الأقسام، وأستطيع أدارة أي قسم بمفردي لو أردت، يمكن السنوات الأخيرة تركز عملي على التنفيذ لأنه هو روح الصحيفة، فهو همزة الوصل بين المطابع والإعلان والتسويق. وهل ستبقى بعد الدكتور هاشم؟ - أولاً إن شاء الله أنا باقي، فالرغبة موجودة في العمل الصحافي الذي يجري في عروقي قبل العمل الأكاديمي. يقال إنك تستأثر بالدعوات التي تأتي للقسم الرياضي؟ - هذا غير صحيح ولم يحصل، ولم أذهب إلا إلى كأس العالم الأخيرة، والقضية أن الدعوات إلى كأس العالم يتم ترتيبها باكراً قبل وقت طويل من البطولة، وحينها كنت أنا رئيساً للقسم الرياضي ثم تركته، وتولى المهمة زميل آخر، لكن الترتيبات الرسمية كانت تمت وانتهت. لكن للأسف البعض يجهل آلية الاختيار، وعموماً رئيس القسم سألني قبل البطولة بفترة وجيزة، وأبلغته أن الأمر ليس بتلك السهولة لأن فيه مكاتبات بين الرئاسة واللجنة المنظمة والصحيفة، فكونه يطلب الدعوة قبل"المونديال"بفترة وجيزة، فهذا أمر صعب، ومن المستحيل أن يقبلوا به، إلا أن يحضر كمشاهد عادي، وعموماً هذه المقولة أعتقد أنها دعاية وإشاعة أكثر منها حقيقة، وهي عدم معرفة بالآلية أكثر مما هي جهل. جميع من عملوا في الصحافة الرياضية لفترة طويلة يخرجون بصورة سوداوية، لماذا؟ - أنا صدمت عندما ترأست القسم الرياضي في وقت من الأوقات، وعرفت أن بعض المواضيع يجب أن تنشر لأنها خاصة بالنادي الفلاني أو الشخصية الفلانية، وفجعت أكثر عندما علمت أن هناك من يتقاضى لقاء مقابلة أو حوار، وهذه أشياء كارثية، وبصراحة لم أجد الشيء نفسه في الأقسام الأخرى، في الأقسام الأخرى هناك تغطيات من دون أن يلهث وراءك أحد لنشر خبر أو موضوع، ما يحدث في الصحافة الرياضية الآن تلميع لرموز، أو لا نقل"رموز"، فهي شخصيات تعتقد أنها رموز وهي ليست كذلك، وهناك تلميع لشخصيات لا تستحق، وتكريس لوجود شخصيات باستمرار في الصفحات الرياضية لا لشيء سوى لأنها على قدر كبير من تقديم الدعوات والسفريات، وهذا ما ينعكس على القسم الرياضي بشكل سيئ. كيف تستشرف مستقبل الإعلام الرياضي؟ - أعتقد أن اتحاد الإعلام الرياضي سيحل الكثير من المشكلات الموجودة الآن، وهناك أمور كثيرة ستقدم الصحافي بشكل أفضل، وستقدم للصحف صحافياً مثقفاً متعلماً على درجة علمية وذو خبرة وتجربة، وسيحصل الصحافيون على دورات خاصة تطويرية، ولو رأيت الصحف الأجنبية وأنا شغوف بهذا، فأحياناً تقرأ تحليلاً لليفربول ومانشستر يونايتد لا تجد ما يحصل لدينا، فما يحدث لدينا غير ذلك تماماً، أنا أدرت القسم الرياضي في الفترة الأخيرة وحاولت أن أغير في المفاهيم، لكن للأسف الأمر كان يتطلب فترة طويلة للتعديل، ولم يكن لدي الاستعداد لذلك، لأن الزملاء والإخوان تعودوا على نمط معين من الحوارات، لدرجة أن البعض يجري حواراً بالهاتف، وتصريحاً للاعب من مكالمة هاتفية عابرة، وتجد تصريحاً لعبدالغني ونور وغيرهم بعد المباراة، وتستغرب كيف استطاع أن يراهم جميعاً خلال الوقت الضيق بعد المباراة. أحياناً تجد المصور في الملعب في جهة، والمحرر في جهة أخرى، بينما كنت أقول إن المصور يجب أن يتحرك بإذن المحرر، فالمحرر يرى الملعب بشكل اشمل، فالمحرر مثل المخرج، وما يحدث أن المحرر يكون مع زملائه، والمصور يصور ما يتاح له، وفي في النهاية يتم"ترقيع"المادة مع الصورة. ولك أن تعرف أنني في إحدى المرات كنت موجوداً في مدرجات الصحافيين، وكان هناك تصويت لأفضل لاعب، فقاموا بتوزيع أوراق الاستبيان علينا، فتبادل الاعلاميون كلمات مثل"وش رأيكم نختار منصور اليوم"، ورد آخر عليهم ب?"يستاهل"، واتفقوا على ذلك من دون تقويم مطلقاً. هل فشلت في تغيير هذه المفاهيم؟ - نعم، لأنني لم أجد الوقت الكافي، وأنا كنت مسؤولاً لفترة وجيزة. المفاهيم المذكورة هل ترى أنها في القسم الرياضي في"عكاظ"أو في الوسط الرياضي ككل؟ - الوسط الصحافي، وبالتأكيد يحتاج إلى تغيير مفاهيم. وطريقة"الترقيع"التي تحدثت عنها، هل تندرج على الصحف جميعاً أم صحف معينة؟ - أتمنى ألا يحدث ذلك في جميع الصحف، لكن من خلال تجربتي هذا ما لاحظته ولمسته. وكم نسبة"الترقيع"برأيك؟ - تقريباً ما لا يقل عن 30 إلى 40 في المئة، لكن لو تسلمت مسؤولية قسم أو مطبوعة وملكت الوقت الكافي من الممكن التغيير، فلا تنسى أنك عندما تتولى مسؤولية القسم لا تعرف كم هي المدة التي ستبقى فيها رئيساً. هل أنت أهلاوي الميول؟ - ابتسم وقال:"تفرق يعني". الجمهور يريد أن يعرف؟ - أنا لدي ولدان وبنتان، أحدهما اتحادي والثاني أهلاوي، أما البنات ف?"ما لهم شغل بالكورة". حال التراشق الصحافي بين الصحافيين كيف تراها؟ - مقيتة وليست ظاهرة صحية. والكتاب الصحافيين كيف تراهم؟ - عندنا كتاب جيدون ، لكن أنا أخشى أن الصحف تريد مني ومنك أن نبيع بأي أسلوب وبأي شكل، وبالتالي ننهج نهجاً غير سوي في سبيل إثراء الصحيفة، لكن ما يغيب عنا جميعاً هو أن القارئ أصبح أكثر وعياً من الماضي، وفي النهاية نحن لا نضحك على القارئ، بل نضحك على أنفسنا.