"مصائب قوم عند قوم فوائد"مثل تحول إلى أرض الواقع، وطبقه لاعبو أندية الفرق التي دخلت في صراع مرير من أجل البقاء في الدوري الممتاز، فمصيبة الهبوط لتلك الأندية تحولت إلى فائدة كبيرة لدى لاعبي هذه الفرق، من خلال قيام إدارات تلك الأندية برصد موازنات ومكافآت ضخمة تحفيزية للاعبين من أجل البقاء، وهو ما جعل اللاعبين يبحثون عن الفوز بقناعة الحصول على عائد مادي، فاق في غالبية تلك الأندية ما كان تم رصده للاعبين بعد صعودهم للممتاز. الغريب في الأمر هو أن مبالغ المكافآت تضاعفت لتصل إلى عشرة أضعاف في معظم الأحايين، فبدلاً من أن يتحصل كل لاعب على مبلغ 750 ريالاً لكل فوز، وصلت المكافآت لدى بعض الأندية إلى 10 آلاف ريال وربما نجدها تصل إلى 15 ألف ريال، وهو مبلغ لم ترصده الأندية المرشحة للوصول للمربع الذهبي، التي بات شأنها محسوماً بالأربعة الهلال، الوحدة، الشباب والاتحاد. وأسهم الصراع المتصاعد على الهروب من شبح الهبوط بوجود 6 أندية في دائرة المنافسة، في تصاعد قيمة المكافآت. المتتبع لحال أندية المؤخرة يجد أن الخط البياني للمكافآت ما زال يواصل ارتفاعه، فقبل مواجهة الخليج والقادسية رفعت إدارة الأخير المكافأة إلى 15 ألفاً للفوز بهذه المباراة، فيما رصدت إدارة الأول 16 ألفاً، وتوصل بعض المتابعين إلى ان ما سيتحصل عليه اولئك اللاعبون في نهاية الأمر يتجاوز حاجز ال50 ألف ريال، وهو مبلغ لم يتحصل عليه لاعبو فريق الاتفاق، الذي حقق بطولة الأندية الخليجية. الأمر لم يتوقف عند حد المكافآت، بل ذهبت بعض الاندية إلى ابعد من ذلك عبر تخصيص تذاكر لدخول المباريات، قد تصل في بعض الحالات إلى أكثر من 40 ألف ريال، وبهذه الحسابات، فإن كل مواجهة في مرحلة الحسم تبلغ كلفتها أكثر من ربع مليون ريال. وقال أحد لاعبي الفرق المتصارعة على الهروب من شبح الهبوط طلب عدم الكشف عن اسمه:"أتمنى ان تكون كل مبارياتنا عبارة عن صراع من اجل البقاء، فنحن نتحصل على مبالغ مالية عندما نصارع من اجل البقاء تلك المبالغ التي نوعد بها في حال تحقيق البطولات، والتي نسمع بها ولا نراها". فيما أكد أحد لاعبي الأندية التي صعدت إلى الدوري الممتاز، أن ما تحصّل عليه من مكافآت عندما صعد الفريق إلى الممتاز، لم يبلغ نصف المكافآت الموعود بها في حال نجح الفريق في البقاء في دوري الأضواء. ويبقى السؤال قائماً، وهو إذا كانت الأندية تملك كل هذه الإمكانات المالية، فلماذا لم تقم بوضع برامج إعدادية مناسبة؟ وألم يكن من الأجدى التعاقد مع لاعبين أجانب مميزين يسهمون في الرفع من إمكانات الفريق الفنية بدلاً من الدخول في حرب المكافآت؟