أُسدل الستار أخيراً على القضية التي شغلت الرأي العام منذ ثمانية أعوام، إذ شهدت منطقة عسيرجنوب السعودية أمس انتهاء آخر فصول قضية سميرة آل مريط، الشهيرة ب"فتاة خميس مشيط"، بعدما أعلنت عائلة الشاب خالد محمد آل قليص الذي قتلته سميرة قبل نحو ثمانية أعوام إعتاق رقبتها، في اجتماع لشيوخ قبائل المنطقة الجنوبية عُقد في خميس مشيط. راجع ص5 وأوضحت أسرة القتيل في كلمة ألقاها نيابة عنها أمس ظافر بن قليص، أن تنازلها عن حقها في القصاص جاء تلبية لنداء ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي حضهم على العفو، مؤكدة أن ترددها في إعتاق رقبة سميرة طوال الأعوام الماضية كان بسبب خشيتهم من"الفتنة". وقالت سميرة التي لم تنم طوال الأيام الثلاثة الماضية، وهو ما استدعى إخضاعها لعلاج نفسي في حديث هاتفي مع"الحياة"بعد إعلان العفو عنها، من سجن أبها العام، حيث توجد فيه منذ ثمانية أعوام،"الله يسعد والدي الملك عبدالله، ووالدي الأمير سلطان على جهودهما في إعتاق رقبتي، وأسأل الله أن يوفق عائلة آل قليص". وأضافت قبل أن تغلق الخط بعدما دهمتها نوبة بكاء:"سأشغل حياتي بعد خروجي من السجن بالبر بزوجي وأهلي، والتقرب إلى الله". وكان حكم صدر في 28 حزيران يونيو 2002، يقضي بتنفيذ حد القصاص بفتاة خميس مشيط، بعد إقرارها بقتل خالد آل قليص، بعدما نصبت له كميناً داخل منزلها. وذكر أحد أقارب سميرة في حديث إلى"الحياة"، أن عمرها كان يبلغ 24 عاماً أثناء ارتكابها الجريمة، موضحاً أنها لا تعمل، وتحوز شهادة الثانوية العامة، ومتزوجة من رجل ينتمي إلى قبيلتها. وأضاف أن زوجها ظل متمسكاً بها حتى بعدما ارتكبت الجريمة،"وكان يزورها يومي الثلثاء والجمعة من كل أسبوع طوال ثمانية أعوام". ومن المعلوم أن فتاة خميس مشيط أنجبت ثلاثة أطفال خلال وجودها في السجن.