انتهت أمس فصول قضية سميرة آل مريط، الشهيرة ب"فتاة خميس مشيط"، بعدما أعلنت عائلة الشاب خالد محمد آل قليص الذي قتلته قبل نحو ثمانية أعوام إعتاق رقبتها، في اجتماع لشيوخ قبائل المنطقة الجنوبية عُقد في خميس مشيط. وأوضحت أسرة القتيل في كلمة ألقاها نيابة عنها ظافر بن قليص، أن تنازلها عن حقها في القصاص جاء تلبية لنداء ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، الذي حضهم على العفو، مؤكدة أن ترددها في إعتاق رقبة سميرة طوال الأعوام الماضية كان بسبب خشيتهم من"الفتنة". وكانت وفود القبائل الجنوبية تقاطرت منذ فجر أمس إلى منزل شيخ شمل قبائل شهران حسين بن مشيط في خميس مشيط، وعقدوا اجتماعاً بحضور أولياء الدم، الذين طلبوا في مقابل التوقيع على صك شرعي بالتنازل عن حقهم في القصاص، بأن يحلف 50 من أفراد قبيلة الفتاة اليمين بعدم مشاركتهم أو تخطيطهم معها في جريمة قتل ابنهم. غير أن عائلة القتيل عفت قبيلة سميرة من أداء اليمين وحصرته بأفراد أسرتها هي وزوجها وهو ما تم، إذ أقسموا في الاجتماع أن أياً منهم لم يشترك قولاً أو فعلاً في جريمة القتل، ولم يعلم بها إلا بعد تنفيذها. ومعلوم أن أحد الأسباب الرئيسية التي كانت تستند إليها عائلة آل قليص في رفضها العفو عن سميرة ? وفقاً لما ذكره بعض أفرادها- هو اعتقادهم بأن شخصاً ما شارك القاتلة في تنفيذ جريمتها، مرجعين ذلك إلى كون الضحية كان ضخم الجثة، ويعد قتله وتقطيعه أمراً صعباً، خصوصاً على امرأة. وخاطب ظافر آل قليص في كلمة ألقاها نيابة عن أسرة القتيل الحضور في اجتماع أمس بقوله:"نحن أسرة آل قليص نعلن في هذا الجمع الكريم عفونا عن قاتلة أخينا خالد بن محمد قليص رحمه الله، راجين من الله الثواب، وأن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم". وأكد آل قليص أن العفو جاء تلبية للمساعي الصادقة التي قادها ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز،"الذي سعى في الشفاعة طلباً للمثوبة من الله، ولمسنا منه حنان الكلمة ولطف المشاعر فأسكنت آهات جرحنا، فكان لنا الشرف أن يأتي العفو بين يديك"، لافتاً إلى تقدير عائلته للجهود التي بذلها أمير منطقة عسير الأمير خالد الفيصل من أجل حضهم على العفو. وتمسك بأن سبب رفضهم التنازل كان لأسباب عدة، منها الخوف من الفتنة و?"ما أقدم عليه أصحاب الأقلام المزيفون"، مشيداً بالشيخ عبدالعزيز بن مشيط وحسين بن سعيد مشيط لجهودهما التي بذلاها للتوسط بين أطراف القضية، سائلاً الله أن يرحم القتيل ويسكنه فسيح جناته. من جهته، أشاد شيخ شمل قبائل شهران حسين بن مشيط في كلمة خلال الاجتماع، بعفو أسرة آل قليص عن سميرة آل مريط، مبيناً أن كل من عرف بحادثة الأخيرة كان يأمل بالعفو عنها، مذكراً بقوله تعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. وأشار إلى أن شيوخ وأعيان منطقة عسير بذلوا جهداً خلال الأعوام الماضية لحض آل قليص على التنازل، مؤكداً أن العفو لم يأت إلا بعد تدخل ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، مشيداً بجهود أمير"عسير"الأمير خالد الفيصل في هذا الإطار. من جانبه، أكد المتحدث الرسمي لشرطة منطقة عسير العقيد عبدالله القرني ل"الحياة"، أن أولياء الدم تنازلوا لوجه الله، ولم يقبلوا الأموال التي قدمت لهم في مقابل ذلك، موضحاً أن سميرة أنهت عقوبة الحق الخاص،"وخروجها مرهون بقرار من الحاكم الإداري لمنطقة عسير الأمير خالد الفيصل". من جهته، نفى ل"الحياة"مساعد مدير سجون منطقة عسير العقيد هادي الصقور، وصول تنازل عائلة القتيل رسمياً إلى إدارة سجن أبها. وقال:"نسمع بأن هناك تنازلاً ولكن لم يصلناً شيء بشكل رسمي"، مشيراً إلى مرسوم ملكي يقضي بعدم إطلاق سراح المسجونين على ذمة قضايا قتل إلا بعد مرور خمسة أعوام على دخولهم السجن. وأضاف:"سميرة موجودة في السجن منذ أكثر من خمسة أعوام، وفي حال وصول تنازل عائلة القتيل بشكل رسمي سيطلق سراحها فوراً".