ناقش الكُتاب المشاركون في ندوة بعنوان"إصدارات غربية حول الإسلام بعد 11 أيلول سبتمبر، مساء أول من أمس ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الكتاب، جملة من الإصدارات والرؤى والأطروحات التي تبناها مفكرون ومؤسسات غربية تجاه الإسلام، فكراً وديانة. واستهل مدير الندوة الكاتب محمد محفوظ، الحديث مشيراً إلى أن الحدث المهول في 11 أيلول 2001"جعل أميركا عازمة أكثر على ملاحقة الحوامل الثقافية المسؤولة برأيها عن هذا الحدث، وهو ما أسس لمشروع الحرب على الإرهاب وحروب الأفكار والحرب الاستباقية التي عانت من ويلاتها دولاً عربية وإسلامية. وركز المحاضر الدكتور خالد بلانشكيب أميركا على محورين تناولهما الكُتاب في الصحافة الأميركية بعد الأحداث،"وهما الجهاد في الإسلام، والنساء وحقوقهن في الديانة نفسها، وأخيراً تنامي الاسلام في اوروبا واميركا بشكل لافت، أما اتجاهات الكتب فهي تبعث في جلها على الخوف الفوبيا من العرب والمسلمين". وطرح رؤية البعض من كُتاب أميركا من الإسلام، إذ دعوا إلى مهاجمته واجتثاثه من الوجود كلياً". وقال بلانشكيب إن المفكرين انيس شورش وبرنارد لويس"يتعاملان مع الاسلام كفكر جامد لا يلين". وعزا الدكتور سليمان الجارالله السعودية تزايد الإصدارات الغربية بعد 11 أيلول إلى سببين هما: إن الدين الإسلامي أسرع الأديان انتشاراً، بدليل كثرة أتباعه، إذ يعد الدين الثاني في أميركا وأوروبا،"ذلك جعل المفكرين برنار لويس وبيزيتو يصدران تباعاً كتباً لها تأثير في صنع القرار الأميركي ككتاب"أين الخطأ"وأين المشكلة في أن الإسلام هو الحل أم العلمانية هي الحل، وتوصّلا إلى أن الحرية بمعناها الغربي هي الحل الجذري لتطويع العالمين، العربي والإسلامي بالفلك الغربي". ولفت الكاتب ستيفان فايدنر المانيا إلى أن جميع نسخ القرآن الكريم باللغة الألمانية نفدت من المكتبات عقب أحداث 11 أيلول مباشرة،"ليس بسبب التجسس الثقافي، وإنما لاهتمام الألمان بالقرآن ومعرفة أفكاره". اما الكُتاب فتباينت مقالاتهم بين ما هو سطحي للتحريض فقط، وآخر نظر إلى الأحداث بموضوعية، بل وعولجت أدبياً وسينمائياً في الواقع الثقافي الألماني المعاصر، وأفضى ذلك إلى تدافع الألمان على قراءة مؤلفات بعض الكُتاب المسلمين ك?"مدن الملح"لعبدالرحمن منيف، وحسين الموزاني، ورفيق شامي". وتوصل فايدنر إلى أن العواقب الثقافية ايجابية. واستعرض الدكتور عبدالله الحميد السعودية جوانب من فكر فؤاد عجمي في كتابه"قصر أحلام العرب"، مشيراً إلى أن ما حدث في العراق، طبيعي"بل ورد فعل لأحداث 11/9. ولفت إلى بعض الكتابات التي اتسمت بالموضوعية النقدية للحدث،"الذي تحول من حدث تاريخي إلى مسلمة ينطلق منها المحرضون". وقال الحميد إن عدد الخبراء والمحللين بعد الأحداث"أصبح أكثر من عدد الإرهابيين".