تنطلق مساء اليوم فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام، ويستمر إلى التاسع من آذار مارس المقبل. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أناب وزير الثقافة والإعلام إياد مدني، في افتتاح المعرض. وإذا كانت دورة هذا العام شاءت الابتعاد عن"الإثارة"بإقصائها المواضيع التي تثير عادة السجال الحاد بين المشاركين أنفسهم من جهة، وبينهم وبين الجمهور من جهة أخرى، مثلما حصل في الدورة السابقة، التي شهدت جدلاً انتهى بتدخل رجال الأمن، فإنها أخذت على عاتقها التركيز على قضايا الكتاب وحده، همومه والتحديات التي تواجهه في الوطن العربي، وهي قضايا بمقدار ما تبتعد عن الإثارة فإنها تقترب كثيراً من إشكالية معقدة يعاني منها الجميع، مؤلفون وناشرون وقراء في شكل عام. وأوضح الوزير مدني أن معرض هذا العام يحفل بالعديد من الأنشطة الثقافية المميزة"التي أضحت محط أنظار المتابعين لنوعية طروحاتها وطبيعة المشاركين فيها". وقال إن المعرض"أصبح بدعم حكومة خادم الحرمين واهتمامها حدثاً ثقافياً كبيراً، يُحسب ضمن المعارض الدولية الشهيرة". ويشارك في دورة هذا العام أكثر من 600 دار نشر، و200 ألف عنوان جديد، من 16 دولة عربية وأجنبية. ويتضمن البرنامج الثقافي الذي يقام على هامش المعرض، عدداً من الندوات والمحاضرات التي تفتح نقاشاً واسعاً ومتنوعاً على مشكلات الكتاب في العالم العربي، ومن أبرزها: بين الثقافة والسياسة، اليونيسكو والكتاب، حقوق الملكية الفكرية، موسوعات سعودية... قراءات تحليلية، إصدارات غربية حول الإسلام بعد 11 ايلول سبتمبر، العالم العربي والقراءة، النشر الإلكتروني - صراع مع الورق، الطريق إلى المملكة... قراءة في أدب الرحلات، يناقشها نحو 70 باحثاً وباحثة من العرب والأجانب، وفي مقدمهم الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، وزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة، حميد العواضي، ناصيف حتي، كمال بوغابا، زياد الدريس، شتيفان فايدنر، عبدالهادي التازي، محمد جنجار، نادر فرجاني، وسواهم. ولفت وزير الثقافة والإعلام إلى أن معرض الرياض سيكرم خلال حفلة الافتتاح 17 شاعراً سعودياً من الذين أصدروا دواوين شعرية قبل العام 1975. وقال مساعد الوزير الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز، إن رعاية خادم الحرمين الشريفين للمعرض"تأتي في إطار ما تحظى به جميع الفعاليات الثقافية ورجال الأدب والفكر في المملكة، من دعم ورعاية واهتمام بأنشطتهم داخل المملكة وخارجها". وكان وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز السبيل صرّح في مؤتمر صحافي حول المعرض، بأن الرقابة ستكون مرنة جداً، وأنه لا يمكن لأي جهة مصادرة كتاب، عدا إدارة المطبوعات صاحبة الاختصاص، ما يعني وضع حد لبعض الجهات التي كانت تمنع كتباً من العرض، من دون الرجوع إلى المختصين.